وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية إن مروحيات أميركية هبطت في مجمع السفارة الأميركية وسط بغداد، الأحد، عقب تعرضها لهجوم بصواريخ كاتيوشا.
وأوضح المصدر، وهو ضابط برتبة نقيب، للأناضول، أن عدة مروحيات عسكرية أميركية هبطت داخل مجمع السفارة وسط بغداد ومن ثم أقلعت مجدداً وتجولت في المكان قبل أن تغادر.
وأضاف أن تحرك المروحيات جاء بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف مجمع السفارة، مشيراً إلى إمكانية أن تكون المروحيات قد أجلت مصابين.
من جهتها، دعت الولايات المتّحدة العراق إلى حماية المنشآت الدبلوماسيّة الأميركيّة، وقال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان: "ندعو حكومة العراق إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية منشآتنا الدبلوماسيّة".
وأضاف: "منذ سبتمبر/أيلول، وقع أكثر من 14 هجومًا من جانب إيران والمليشيات المدعومة إيرانيًّا ضدّ موظّفين أميركيّين في العراق".
وتابع المتحدّث: "لا يزال الوضع الأمنيّ متوتّراً، ولا تزال الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران تُشكّل تهديدًا. لذلك، نبقى يقظين".
من جانبه، رفض رئيس الوزراء العراقي، في بيان، استمرار هذه الأعمال الخارجة عن القانون، مضيفا: "مرة أخرى يتكرر العدوان على بعثة دبلوماسية أجنبية، بسقوط عدد من صواريخ كاتيوشا داخل حرم السفارة الأميركية".
وتابع: "أمرنا قواتنا بالانتشار والبحث والتحري لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، واعتقال من أطلق هذه الصواريخ لينال جزاءه أمام القضاء"، مشيراً إلى أن استمرار مثل هذه التصرفات يحمل البلاد تداعيات خطيرة ويؤدي إلى الإضرار بمصالحها العليا وعلاقاتها بأصدقائها، وقد يجر العراق ليكون ساحة حرب.
ولفت إلى أن "الحكومة ملتزمة بحماية جميع البعثات الدبلوماسية واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك وفق القانون"، داعياً كل القوى إلى الوقوف مع الحكومة لتنفيذ التزامات العراق والاضطلاع بمسؤولياتها لإيقاف مثل هذه الأعمال وكشف فاعليها وتحميلهم مسؤولية السير بالبلاد إلى ما لا تُحمد عقباه.
كما عبّر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي عن استنكاره للهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، مشددا على أن القصف الصاروخي المتكرر الذي تتعرض له السفارة الأميركية وسط بغداد أمر مرفوض، وتصرف يسيء لسمعة العراق ويضعف الدولة ويمس بسيادتها، فضلاً عن أنه عمل يتنافى مع الأعراف والاتفاقيات الدولية.
وأضاف أن "أي اعتداء على أية ممثلية أجنبية يعد اعتداء على كيان الدولة العراقية وهيبتها"، مطالباً الأجهزة الأمنية بأن تضطلع بدورها في ملاحقة الخارجين عن القانون والكشف عن الجهات التي تقوم بهذه الاعتداءات.
وقال عضو البرلمان العراقي فائق الشيخ، إن الولايات المتحدة الأميركية سترد سريعاً على قصف سفارتها في بغداد.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الشيخ علي قوله: "من الخطأ تمادي مليشيات القتل والإجرام بالاستهتار بالعراق وإيذاء شعبه وتحدي الولايات المتحدة الأميركية وقصف سفارتها بالصواريخ"، مبيناً أن العالم لن يسمح لأيٍ كان بالخروج عن القانون الدولي.
ورفضت السفارة الأميركية التعليق على الهجوم لوكالة فرانس برس، كما لم يتسن التأكد مما إذا كان الجريح مواطناً أميركياً أو موظفاً عراقياً يعمل مع البعثة الأميركية في العراق.