اتفاقية الجزيرتين تُجدد الاشتباكات بالبرلمان المصري.. ونواب يهتفون: "مصرية.. مصرية"
أرجأ رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، مناقشات اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية إلى مساء اليوم، الإثنين، بحيث تُعقد جلسة مُغلقة، بحضور أعضاء اللجنة التشريعية دون غيرهم، عقب تجدد الاشتباكات اللفظية بين مؤيدي الاتفاقية وعدد من النواب الرافضين للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للرياض، الذين هتفوا وسط القاعة "مصرية.. مصرية".
واشتعلت الجلسة الثانية لمناقشة الاتفاقية عقب اعتراض النواب الرافضين للاتفاقية على أن جميع الخبراء الذين استعان بهم البرلمان يحملون وجهة نظر الحكومة فقط بسعودية الجزيرتين، وتجاهل دعوة أي خبراء من المعارضين للاتفاقية، إذ صرخ النائب أحمد طنطاوي قائلاً: "خبراء الحكومة والفنيون يكذبون، ويتحدثون كأنهم سعوديون".
وأضاف الطنطاوي: "هم كل الخبراء بيقولوا الجزر سعودية.. مافيش حد قال مصرية"، فرد رئيس البرلمان بقوله: "معلش"، فانفعل الطنطاوي عليه، قائلاً "معلش إيه؟ دي أرضنا، ودي بلدنا، ده حقنا، ولو مش هاناخده بالذوق، هاناخده بالعافية.. والمستندات اللي بتقول عليها الحكومة محكمة القضاء الإداري رمتها (ألقتها) في وشهم (وجههم)".
ووجه النائب سيد أبو بردعة، حديثه للخبراء الحاضرين، قائلاً: "جايبين لنا ناس كدابين في رمضان.. البيه اللي كان بيتكلم ماقالش كلمة واحدة حقيقية، هو كاذب، ويعلم أنه يكذب على النواب.. استخفافكم بعقول النواب هايودينا كلنا في داهية، كل اللي بتقوله الحكومة وخبراؤها كذب في كذب".
كان عضو لجنة الدستور المنتهي عملها، صلاح فوزي، قد ادعى أمام النواب أن "وجود قوات أو ممرات مصرية على أرض الجزيرتين ليس دليلاً على السيادة المصرية"، وأن "الاتفاقية ليس لها علاقة بالمادة 151 من الدستور، التي تُلزم بالاستفتاء الشعبي في حال التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة"، وأن "من يصوت برفض الاتفاقية عليه أن يوضح الأسباب!".
وأثار حديث فوزي عن عدم وجود منازعة حول الاتفاقية، غضب النائب طلعت خليل، الذي وقف قائلاً "مين اللي قال إن مافيش منازعة، جيبتها منين دي؟"، فرد عليه عضو ائتلاف الغالبية، مصطفى الجندي: "إحنا هانديهم الجزيرتين محبة"، فهجم عليه الطنطاوي، وطالبه بالمغادرة من جوارهم، بقوله "قوم امشي أقعد قدام، هانضرب بعض لو فضلت هنا".
وتدخل عبد العال قائلاً إن "ما حدث في اجتماع أمس أمر غير مقبول، إذ إنه لا ينظر إلى الصحافة المحلية، ولكن إلى الصحافة العالمية، التي تناولت وقائع مناقشات اتفاقية الجزيرتين بشكل يسيء للبرلمان"، متابعاً "الاختلاف مطلوب، ولا يمكن أن نكون على اتفاق دائما، ولكن علينا احترام كل الآراء، وفِي النهاية الحسم سيكون بتصويت النواب".
وأضاف عبد العال "وكالات أنباء رصدت نائباً (هيثم الحريري) يعتدي بالقول على بعض الحضور، وعلى النائب أن يستعرض أدب الحديث والحوار في القاعة، فلا يمكن أن تكون المقاطعة بهذه الطريقة"، داعياً النواب إلى احترام العسكريين، بقوله "هؤلاء العظام من قدموا التضحية والدماء، ويجب إعطاؤهم التحية والتقدير، وليس التلويح بالأيدي!".
وزاد: "من حارب، وقدم الشهداء، وبذل الدماء، لا يعرفون البيع والتفريط، ومن يبيع ويقبض معروفين للجميع"، فقاطع النائب مصطفى كمال الدين، قائلاً له "أنت تلمح لأمر مرفوض، ولا يجوز الإساءة للنواب بهذه الطريقة"، ما دفع عضو ائتلاف الغالبية، سعيد شبايك، لتعنيف كمال الدين، بقوله "أنت قليل الأدب"، فتدخل نواب لمنع اشتباكهما بالأيدي.
وتدخل النائب خالد يوسف، قائلاً لعبد العال: "اللي بتقوله ده لازم تعتذر عنه، إحنا ملتزمين بأدب الحوار، وأنت السبب في عدم انضباط الجلسة.. واللي بتعمله ده إرهاب منك، إحنا مش واخدين حقنا في الكلمة"، وأيده الطنطاوي بقوله "نحن ملتزمون بآداب الحوار، ولا يجوز أن تتحدث معنا بهذا الأسلوب".
وارتفعت وتيرة الخلافات عقب تحدث النائب بدوي عبد اللطيف (لواء شرطة سابق)، قائلاً إن الرئيس جمال عبد الناصر أقر بسعودية الجزيرتين، مدعياً بأن الرئيس الراحل قال إن القوات السعودية كانت تمثل 10 أضعاف القوات المصرية على الجزيرتين، وهو ما أثار حفيظة يوسف، الذي صعد فوق مقاعد الحضور، متوجهاً إلى زميله، متحدياً أن يكون عبد الناصر قال ذلك الكلام.
من جهته، وزير الشؤون النيابية، عمر مروان، قال أمام النواب: إن الحكومة أودعت بمجلس النواب صور محاضر 11 اجتماعاً للجنة القومية، التي كانت منوطة بالتفاوض مع الطرف السعودي على ترسيم الحدود، للرد على ما أُثير بأنه كانت هناك ثمة اعتراضات من الجانب المصري في المفاوضات مع الطرف السعودي.
وقال ممثل وزارة الخارجية، السفير محمود سامي، إن اللجنة الفنية تضم خبراء فنيين فقط، وما يحكمنا في هذه اللجنة هي نقاط الأساس، واتفاقية قانون البحار، فاللجنة فنية، وليس لها اختصاص سياسي، مشيراً إلى تقدم السعودية في العام ٢٠١٠ بنقاط الأساس الخاصة بها، والتي لم يتحفظ عليها الجانب المصري، وفق قوله.