أذرع الـ"سايبر" والـ"هايتك" ترفع ميزانية الاستخبارات الإسرائيلية بشكل قياسي

31 يوليو 2019
ارتفاع كبير في ميزانية أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (Getty)
+ الخط -
أكد تقرير نشره موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن ميزانيات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المختلفة، وفي مقدّمتها "الموساد" و"الشاباك"، ارتفعت كثيرا في العقدين الأخيرين، وتحديدا منذ العام 2012.

وأضاف التقرير أن ميزانيات كل من "الشاباك" و"الموساد" تقدر اليوم بنحو 4 مليارات شيقل (أي أكثر من مليار دولار بقليل) لكل جهاز منهما، مع تعاظم واضح في تأثير ودور وحدات الـ"سايبر" والـ"هايتك"، التي تحولت مؤخرا إلى رأس الحربة.

ولفت معدّ التقرير، يوسي ميلمان، إلى أنه بالنظر إلى عدم نشر حجم ميزانية "الموساد" رسميا، بما في ذلك بنود الميزانيات المرصودة للعمليات الميدانية وللرواتب، فيمكن فقط الافتراض، بناء على التقديرات العامة، وبالمشاهدة، أن تكاليف بناء المقر الجديد لـ"الموساد" عند مفترق "جليلوت" عالية للغاية، لا سيما أن الموساد لا يقتصد في الصرف لا على العمليات ولا على نوعية وجودة مقاره وتجهيزاتها، ذاهبا إلى القول إن مساحة المقر الذي يجري بناؤه تقدر بنحو 10 آلاف متر مربع، مما يعني أن كلفة المشروع قد تصل إلى 300 مليون شيقل. (الدولار يساوي 3.52 شيقل)، على فرض أن المقر الجديد يشمل أيضا الوحدات التكنولوجية والفنية، ما يعني أيضا أجهزة حاسوب متطورة، وعتاد اتصالات وهوائيات وغيرها، وهو ما يشير كذلك إلى حجم القوى البشرية العاملة في الجهاز.

وبحسب ميلمان، فإن كافة رؤساء الجهاز في الثلاثين عاما الأخيرة، من شبتاي شبيط وحتى الرئيس الحالي للجهاز، يوسي كوهين، بذلوا قصارى جهدهم لتحسين وتطوير أداء الجهاز وعملياته، بما في ذلك الاستثمار في القوى البشرية العاملة، من خلال تجنيد "الأفضل".


ويؤكد ميلمان أن القفزة الكبيرة في ميزانيات "الموساد" حدثت عام 2002 تحت رئاسة مئير داغان، الذي حظي مع تعيينه بتأييد كامل من رئيس الحكومة آنذاك أريئيل شارون. كما حظي بثقة مطلقة من خليفة شارون، إيهود أولمرت، حيث تم في فترته مضاعفة عدد القوى البشرية العاملة في "الموساد"، وتم تسريع عمليات بناء مقار ومنشآت خاصة بالجهاز وشراء أجهزة وعتاد بمليارات الشواقل بهدف تحسين القدرات التكنولوجية وبناء قوة السايبر.

وضرب ميلمان مثلا على ذلك ما بذل في سياق تنفيذ عمليات نشطاء "الموساد" (من الوحدة 8200) بالتعاون مع وكالة المخابرات الأميركية المركزية "سي أي إيه" و"إن إس إيه"، لزرع فايروسات ضربت شبكات الحوسبة للبرنامج النووي الإيراني، وشلت عمل أجهزة الطرد المركزية المعدة لتخصيب اليورانيوم.

ويلفت ميلمان إلى أنه خلافا للماضي، حين اعتاد الموساد على جمع المعلومات عبر تجنيد وكلاء وزرعهم في المواقع المهمة، فإن خبراء "السايبر" في وحدة 8200 يتخصصون في جمع المعلومات من خلال عمليات التنصت على شبكات الاتصالات، وإشارات الرسائل الإلكترونية (كما في محركات الصواريخ)، إلى جانب المعلومات البصرية التي يصل إليها "الموساد" عبر الأقمار الصناعية المختلفة ووسائل التصوير الحديثة.

ومع تعيين الجنرال غادي أيزنكوت، قبل 3 سنوات، رئيسا لأركان جيش الاحتلال، قبل أن ينهي مهامه رسميا في فبراير/شباط الأخير، سعى الأخير إلى إقامة ذراع "سايبر" مستقلة عن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وعن الوحدة 8200 تحديدا، لكن هذا المشروع لم يتحقق.