بن علي يلدرم رئيس حكومة لمهمة تركيا بنظام رئاسي

23 مايو 2016
يصف يلدرم الرئيس التركي بـ"رفيق الدرب" (الأناضول)
+ الخط -
كما كان متوقعاً، جرت عملية الانتقال السياسي في المؤتمر الاستثنائي الثاني لحزب العدالة والتنمية، والذي عقد أمس الأحد، بسلاسة، تمكّن خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إيصال ذراعه الأيمن، وزير النقل الحالي بن علي يلدرم إلى رئاسة الحزب، إيذاناً بانتهاء الفترة الانتقالية والتحول إلى النظام الرئاسي نهائياً. لكن اللجنة المركزية للحزب شهدت تغييرات واسعة للغاية، لم تقتصر على إخراج آخر شخصيات الحرس القديم، وتخفيف تواجد أعضاء الحكومة فيها، لكنها فتحت مجالاً واسعاً للتمثيل الشبابي والنسائي، فيما بدا بداية لتسليم الراية للجيل الشاب في الحزب.

وبينما شهد المؤتمر قراءة رسالة من أردوغان أكد خلالها على صلته مع الحزب، مشدداً على الهدف الرئيسي وراء كل هذا التغيير، ممثلاً بكتابة دستور تركي جديد يعتمد النظام الرئاسي، ألقى الرئيس السابق للحزب أحمد داود أوغلو كلمة تاريخية وسياسية تحلّت بنبرة عالية بعيداً عن الخطاب الأكاديمي المعهود منه. وأكد داود أوغلو أن "ذهاب حزب انتصر في انتخابات برلمانية بنسبة تقارب الخمسين في المائة إلى مؤتمر استثنائي، لم يكن أمراً اخترته لكنه كان ضرورة للحفاظ على وحدة الحزب". وأكد داود أوغلو أنه باق في صفوف الحزب بعيداً عن المناصب، محذراً من الوقوع في فخ "السُكر بالسلطة".

من جانبه، ألقى يلدرم كلمة حدّد خلالها المعالم الأساسية وأهداف وتوجهات حكومته المقبلة، والتي بدت أقرب إلى الحكومة التنفيذية المتماهية بشكل كامل مع رؤية أردوغان في مختلف القضايا الأساسية. وبدأ يلدرم كلمته بالتوجه إلى رئيس الجمهورية التركية، مؤكداً على العلاقة القوية التي تجمعهما وولائه له. وشدد على عدد من القضايا الأساسية، وفي مقدمتها كل من الاستمرار في العمليات الأمنية ضد حزب "العمال الكردستاني"، ومكافحة النظام الموازي ممثلاً بحركة الخدمة بقيادة فتح الله غولان، وضرورة كتابة دستور تركي جديد يعتمد على النظام الرئاسي كونه النظام الأمثل للجمهورية التركية.

وحصل يلدرم على 1407 من أصوات مندوبي "العدالة والتنمية" من أصل 1470، بينما شهدت اللجنة المركزية للحزب دخول أكثر من 27 اسماً جديداً من أصل 50 يمثلون كامل أعضاء اللجنة. وشهدت القائمة الجديدة للجنة المركزية للحزب غياب عدد من أعضاء اللجنة السابقة المتواجدين في الكابينة من المقربين من أردوغان ومنهم؛ نائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان، ووزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، ووزير العمل سليمان سويلو، ووزير الزراعة فاروق جيلك، وكذلك غاب نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش، ووزير المالية ناجي أغبال.

كما تغيّبت أسماء معظم نواب رئيس الحزب بمن فيهم المسؤولون عن التنظيم الشبابي والنسائي في فترة داود أوغلو ومنهم؛ المتحدث باسم الحزب عمر جليك، وكل من مؤسسي الحزب محمد علي شاهين، وجميل جيجك، وآخر من تبقى من الحرس القديم، سلجوق أوزداغ، ومحمد أوزهاسكي، وفاطمة بتول ساسان، وغيرهم. وضمت الأسماء 27 الجديدة في اللجنة المركزية، إحدى مستشارات داود أوغلو، أمينة نورغوناي، وتعد من الشخصيات المقربة منه، وكذلك بعض الأسماء التي كان أردوغان قد اعترض عليها في اللجنة المركزية السابقة منهم؛ زياد أصلان، والنائب ياسين أوكتاي، وفضيلة داغجي جغلك.

كما ضمت اللجنة المركزية سركان بيرم أحد المقربين من يلدرم، وعدد كبير من المقربين من أردوغان، ويأتي في مقدمتهم صهر أردوغان، وزير الطاقة الحالية المرشح لخلافة محمد شيمشك في إدارة الاقتصاد التركي، براءات البيرق، والنائب السابق أحمد سورغون عن مدينة قونيا، والذي كان داود أوغلو قد اعترض عليه في اللجنة السابقة، فضلاً عن وزير العدل الحالي بكير بوزداغ، ومستشار أردوغان القانوني برهان كوزو. كما بقيت الأسماء الثلاثة التي رفضت التوقيع على طلب اللجنة المركزية بإعادة صلاحية تعيين قيادات الفروع والشعب الحزبية من رئاسة الحزب بدفع من أردوغان، إذ بقي محمد بابا أوغلو، وسلجوق أوزتورك، وجميل جيجك (بطلب منه) خارج اللجنة المركزية.
المساهمون