نظام السيسي يعيد صياغة موقفه تجاه سورية

08 ديسمبر 2016
الملك سلمان يرفض لقاء السيسي قبل تحقيق مطالب السعودية(الأناضول)
+ الخط -
ذكرت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" أن مؤسسة الرئاسة المصرية كلفت وزير الخارجية، سامح شكري، بتعليمات جديدة تتعلق بموقف مصر من الملف السوري. وأوضحت المصادر أن الموقف الجديد الذي ستتبناه الوزارة، والذي يعبّر عن الموقف الرسمي المصري، يتضمن تغيراً تدريجياً في الخطاب بشأن الملف السوري، ينتهي بإعلان القاهرة موقفاً يقوم على خروج رئيس النظام السوري بشار الأسد تماماً من المعادلة السياسية في سورية. وهذا التوجه الجديد يختلف تماماً عن الموقف الحالي الذي عبّر عنه شكري والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أكثر من مرة، والداعي إلى ضرورة بقاء الأسد حتى ولو لفترة انتقالية.


ووفقاً للمصادر نفسها فإن التغييرات الجديدة في الموقف المصري لن يتم إعلانها بشكل مباشر، لكن ستأخذ منحى تدريجياً، تنتهي بإعلان القاهرة عدم تمسكها ببقاء الأسد في المعادلة السورية.

من جهة ثانية، كشفت المصادر عن كواليس اللحظات الأخيرة قبل مغادرة السيسي للإمارات العربية المتحدة لحضور احتفالات العيد الوطني، والتي كان مقرراً أن يلتقي خلالها بالعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لتصفية الأجواء بين البلدين، بوساطة إمارتية.

وقالت المصادر إن مندوباً ملكياً أكد رفض الملك سلمان لقاء السيسي في الإمارات على هامش الاحتفال، قائلاً "إن للمملكة مطالب يجب احترامها في المقام الأول، وبعدها لا يمكن أن يكون هذا هو الشكل اللازم لتصحيح الموقف". وأوضحت المصادر أن السعودية أكدت أنه في حال تنفيذ الجانب المصري لمطالب المملكة، "يجب بالتالي أن يكون هناك لقاء تمهيدي بين وزيري خارجية البلدين، تعقبه زيارة السيسي للسعودية، للاعتذار عما سمّوه إهانة السمو الملكي بعد التراجع عن تسليم جزيرتي تيران وصنافير على الرغم من الاتفاق الموقع بين البلدين في حضور سلمان والسيسي بتسليمهما للرياض"، وفق تعبير المصادر.

وساطة كويتية
ويأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، للمرة الأولى عن مساعٍ تقوم بها بلاده من أجل المصالحة بين مصر والسعودية، إذ من المقرر أن تستقبل بلاده الملك سلمان في زيارة مرتقبة له ضمن جولته الخليجية. وقال الجار الله إن "الكويت دائماً وأبداً تسعى لأن تؤدي دوراً إيجابياً كما هي عادتها في تصفية الأجواء العربية وامتصاص أي احتقانات، وبالتالي نحن متفائلون بمستقبل هذه العلاقات"، مشدداً على أن الرياح ستأتي بما يشتهي الجميع في الفترة المقبلة، في إشارة إلى تصفية الأجواء المصرية-السعودية.