"نيويورك تايمز": معلومات استخباراتية تؤكد اغتيال "الموساد" للأكاديمي الفلسطيني فادي البطش

26 ابريل 2018
إسرائيل نفت أنها مسؤولة عن اغتيال البطش (Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤولي استخبارات غربية وشرق أوسطية، أن رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، هو الذي أمر بقتل المهندس الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، مؤكدة بذلك اتهامات عائلة البطش، والتي أعلنت فور اغتياله أن جهاز الموساد هو المتهم بالوقوف خلف اغتيال الباحث في علوم الطاقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الاستخبارات، وصفهم أن وظيفة البطش "سرية" كخبير في مجال التكنولوجيا في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وقالت الصحيفة الأميركية إن عائلة البطش ألقت باللوم على الموساد، وهو ما أكده مسؤولو الاستخبارات في الشرق الأوسط، الذين قالوا إن القتل جزء من عملية أوسع نطاقاً أمر بها رئيس الموساد، يوسي كوهين، لتفكيك مشروع "حماس"، الذي يرسل العلماء والمهندسين الواعدين في غزة إلى الخارج لاكتساب المعرفة في إعداد الأسلحة لقتال إسرائيل.

وكان خالد البطش، وهو قيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، قد اتهم جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف اغتيال الباحث في علوم الطاقة. وقال في تصريحاتٍ صحافية: "نحن كعائلة نتهم جهاز الموساد بالوقوف خلف حادثة اغتيال الدكتور فادي محمد البطش، الباحث في علوم الطاقة".

وكان رونين بريغمان، وهو معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفتي "يديعوت أحرنوت" و"نيويورك تايمز"، قد قال إنه عندما توجه "حماس" اتهامات للموساد بتصفية البطش "فإن هذا يعني أن حماس لا تكذب دائماً"، على حد وصفه.

وأوضح أن عملية اغتيال البطش تدلل على الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين والقائمة على المسّ بقدرات وحدات تطوير وإنتاج السلاح لأطراف معادية تعمل في مناطق بعيدة جغرافياً عن إسرائيل.

وأضاف مسؤولو المخابرات، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم لمناقشة برنامج سري، إن البطش الذي شارك عام 2013 في كتابة ورقة عن تطبيقات الطائرات بدون طيار، أرسل إلى ماليزيا لإجراء أبحاث واقتناء أنظمة أسلحة وطائرات بدون طيار لـ"حماس".

وأوضح المسؤولون أن الموساد مهتم بشكل خاص بتقدم "حماس" في المركبات الجوية غير المأهولة، التي يمكن استخدامها لمهاجمة أهداف إسرائيلية أكثر فعالية من الصواريخ التي استخدمتها "حماس" خلال حروبها الأخيرة مع إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل نأت بنفسها عن الادعاءات بأنها مسؤولة عن موت الأكاديمي الفلسطيني.

وقالت "نيويورك تايمز" إن هذا كان ثاني اغتيال بارز في العاصمة الماليزية منذ أكثر من عام، معيدة إلى الأذهان ما حصل في فبراير/شباط 2017، حين قُتل كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في مطار كوالالمبور الدولي.

وفي اليوم الذي قُتل فيه البطش، كان من المفترض أن يسافر إلى إسطنبول لحضور مؤتمر أكاديمي. لكن أحد مسؤولي الاستخبارات في الشرق الأوسط قال إن جهود "حماس" لزراعة علمائها المقيمين في الخارج كانت موجهة من إسطنبول، وكان من المقرر أن يلتقي البطش مع رئيس الوحدة، ماهر صلاح، لدى وصوله إلى تركيا.



إبرام صفقات صواريخ مع كوريا الشمالية

في سياق مواز، قال مسؤولو الاستخبارات الغربية والشرق أوسطية إن البطش ربما شارك في التفاوض على صفقات الأسلحة الكورية الشمالية عبر ماليزيا، مشيرين إلى أن مصر استولت أخيرا على شحنة من مكونات الاتصالات الكورية الشمالية تستخدم في صنع ذخائر موجهة لغزة. وقال أحد مسؤولي الاستخبارات إن البطش ساعد في التوسط في الصفقة.

ورغم أن هذه الأسلحة تخضع لعقوبات دولية، إلا أن الأمم المتحدة قالت في تقرير العام الماضي، إن شركة قذائف تديرها وكالة المخابرات الكورية الشمالية تبيع أنظمة اتصالات عسكرية من ماليزيا. ورفض المسؤولون الماليزيون هذا التقرير، حسب الصحيفة الأميركية.

وتؤكد الصحيفة أن فادي البطش ليس أول مهندس فلسطيني مرتبط بحركة "حماس" يتم استهدافه في الخارج، معيدة إلى الأذهان سلسلة من الاغتيالات.

في عام 2011، اختُطف مهندس كهربائي فلسطيني يدعى ضرار أبو سيسي في أوكرانيا وانتهى به الأمر في سجن إسرائيلي بعد أكثر من أسبوع. وقد حُكم عليه بالسجن لمدة 21 سنة بتهمة مساعدة "حماس" في صنع الصواريخ، بالإضافة إلى اتهامات أخرى.

وفي عام 2016، قُتل محمد الزواري، وهو عالم تونسي وقائد عسكري لـ"حماس"، قيل إنه يطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تعمل بالهواء وتحت الماء، بالرصاص، في مدينة صفاقس التونسية.

وفي يناير/كانون الثاني، أصابت سيارة مفخخة محمد حمدان، أحد نشطاء "حماس" الذي قيل إنه كان يبني ورشة لإنتاج أجزاء الصواريخ والطائرات بدون طيار في صيدا، لبنان.

والسبت الماضي، نفذ مجهولون عملية اغتيال الأكاديمي الفلسطيني والمحاضر الجامعي، فادي محمد البطش، أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر في المسجد القريب من منزله في مدينة جومباك، شمال العاصمة الماليزية كوالالمبور.

ويوم أمس، ذكرت الشرطة الماليزية أنّ شخصين يُعتقد أنّهما اغتالا الأكاديمي الفلسطيني، البطش، في كوالالمبور، لا يزالان في البلاد، بينما كشفت عن صورة جديدة لأحد الرجلين.