استبدل البرلمان العراقي جلسته التي كانت مقررة اليوم الخميس، لاستكمال الحكومة، بجلسة عادية لمناقشة عدد من القوانين والمشاريع المتلكئة، وذلك بعد فشل مساعٍ للتوصل إلى تسوية سياسية بين الكتل البرلمانية تتضمن منح الثقة للقيادي بـ"الحشد الشعبي" فالح الفياض، المدعوم من إيران، كوزير للداخلية.
ووفقاً لبيان أصدره البرلمان العراقي فإن جلسة اليوم "لن تتضمن أي فقرة حول استكمال الحكومة التي تبقى منها 8 وزارات هي الدفاع والداخلية والعدل والتخطيط والتربية والتعليم العالي والهجرة".
واكتفى البيان بعرض فقرات استكمال عضوية بعض أعضائه، ومناقشة مشاريع متلكئة في وزارة الكهرباء.
وفي هذا السياق، قال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، إن الأزمة الحالية "قد تكون أكبر من أزمة تشكيل الحكومة نفسها، في حال استمرت أسبوعاً آخر، كون الموضوع تحول إلى مسألة فرض إرادات بين المعسكرين الشيعيين متمثلة بمحور هادي العامري ونوري المالكي المدعوم من طهران، ومعسكر مقتدى الصدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي".
ولفت المسؤول إلى أن كتلاً سياسية طالبت المرجع علي السيستاني بالتدخل لحسم الخلاف، حيث تصر القوى المقربة من إيران على تسمية فالح الفياض لوزارة الداخلية، وترفض القوى الأخرى وأبرزها التيار الصدري ذلك".
وأكد المصدر نفسه، أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عقد اجتماعاً ليل أمس مع رئيسي الجمهورية برهم صالح، والبرلمان محمد الحلبوسي، وطلب منهما القيام بحوارات مع المعسكرين، للتوصل إلى حل سريع بشأن إكمال التشكيلة الحكومية.
وكان عبد المهدي، قد فشل بتمرير مرشحي وزارته الشاغرة وعددهم ثمانية، خلال جلسة البرلمان التي عقدت أول أمس الثلاثاء، بسبب الخلاف السياسي، الذي تسبب بحالة فوضى داخل الجلسة التي كسر نصابها.
وفي هذا السياق، وصف عضو التيار المدني العراقي أحمد الوائلي رئيس الوزراء بأنه "ضعيف"، وقال لـ"العربي الجديد" "للأسف الجميع مفاجأ من رئيس الوزراء وموقفه إزاء ضغوط إيران في فرض الفياض وزيرا للداخلية، وهو حالياً في موقف متفرج وينتظر أن تتفق الكتل عليه وزيراً للداخلية".
وتابع الوائلي "كان عليه أن يفرض رأيه ويأتي بشخصية مستقلة لهذه الوزارة لا أن يرشح كل اسم يقدم له من قبل القوى المدعومة من إيران"، معتبرا أن وجود الفياض على رأس الداخلية يعني أن مليشيات الحشد الشعبي استلمت رسميا ملف وزارة الداخلية في العراق".
بدوره، قال عضو الحزب الشيوعي العراقي والقيادي في تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، جاسم الحلفي، إنه "حينما تمت تسمية رئيس الوزراء، لم يوقَّع له صك أبيض بإدارة البلاد كيفما يشاء، بل كان ذلك من أجل ألا يصبح موقع رئيس الوزراء، مادة لصراع لا معنى له في ظل معاناة الناس الأليمة، وتطلعهم إلى حياة كريمة".
وأوضح الحلفي، "لا نجد من الإنصاف أن يضعنا اليوم من تم اختياره لتجاوز أزمة اختيار رئيس الوزراء، أمام أزمة استكمال التشكيلة الوزارية وفقا لمصالح وأهواء لا مسوغ لها، وبعيدة عن المعايير التي جرى التوافق عليها".
في المقابل، اعتبر النائب عن تحالف "الفتح"، المدعوم من إيران محمد كريم، رفض تحالف الإصلاح منح فالح الفياض وزارة الداخلية بأنه "استهداف سياسي ولي ذراع"، مبينا أن "رفض الطرف الآخر لمرشحنا لوزارة الداخلية فالح الفياض ليس مهنيا بل سياسي، وهو ما يجعل التمسك به قائما حتى الآن كمرشح للوزارة، بحسب تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية عراقية.