قتلى وحظر تجوّل وأسوأ أزمة اجتماعية... ماذا يحدث في تشيلي؟

22 أكتوبر 2019
003A4C98-D534-40C1-8326-A0A6FA9F13D5
+ الخط -
تشهد تشيلي، الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وتحديداً في القسم الغربي، أسوأ أزمة اجتماعية منذ عقود، وقد تحولت إلى أجواء حرب، إذ بدأت باحتجاجات على رفع أسعار المواصلات العامة، قبل أن يتحول الغضب ضد الجيش والرئيس سيباستيان بينيرا، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً حتى الآن وحظر تجوال لليوم الثالث، وسط مساعٍ حكومية لحل الأزمة الاجتماعية.

أين تقع تشيلي؟

تقع تشيلي في غربي أميركا الجنوبية، وتمتد سواحلها على المحيط الهادئ بمسافة تقدر بحوالي 4828 كيلومتراً، تحدها بيرو من الشمال، وبوليفيا من الشمال الشرقي، والأرجنتين من الشرق، والمحيط الهادئ من الغرب.

عاصمة تشيلي سانتياغو نظام الحكم فيها رئاسي، يرأسها سيباستيان بينيرا منذ العام الماضي. وكان بينيرا، وهو سياسي ورجل أعمال، قد حكم البلاد سابقاً من 2010 وحتى 2014.

 تنقسم جمهورية تشيلي إلى 15 إقليماً، وتعتبر من أكثر الدولة استقراراً وازدهاراً في أميركا الجنوبية، ويعدّ النحاس أبرز ثرواتها الطبيعية.


كيف بدأت الأزمة؟

تشهد تشيلي منذ يوم الجمعة الماضي أسوأ أزمة اجتماعية منذ عقود، إذ اندلعت الاحتجاجات أساسا على رفع أسعار رسوم المترو من 800 إلى 830 بيزوس (1,04 يورو)، إذ تملك أوسع وأحدث شبكة لقطارات الأنفاق في أميركا اللاتينية يبلغ طولها 140 كيلومتراً وتنقل يوميا ثلاثة ملايين راكب، قبل أن تتحول التظاهرات إلى غضب ضد الجيش والرئيس بينيرا.

ومع أنّ الرئيس تراجع مساء السبت عن قرار زيادة أسعار المواصلات، إلا أن شرارة الاحتجاجات لم تنطفئ، لا بل إنّ المتظاهرين رفعوا سقف مطالبهم لتشمل قضايا أخرى مثل التفاوت الاجتماعي والاحتجاج على النموذج الاقتصادي المطبق والحصول على التعليم والخدمات الصحية المرتبطين، خصوصا بالقطاع الخاص.

واستهدفت شرارة الاحتجاجات محطات المترو والحافلات، إضافة إلى عشرات السوبرماركت والسيارات ومحطات البنزين التي خرّبت أو أحرقت.

وبدأ مترو سانتياغو، الذي تم تعليق عمله الجمعة، العودة إلى العمل تدريجيا الاثنين مع عودة بعض الموظفين للعمل.


وفي العاصمة، ألغى عدد من الموظفين أعمالهم، فيما لا تزال الدراسة معلقة في معظم المدارس والجامعات.

وفي أحياء عديدة من سانتياغو حرص السكان على عدم وقوع أعمال تخريب جديدة. وبموافقة قوى الأمن باتوا يحرسون المتاجر ليلا مسلحين بقضبان ومرتدين سترات صفراء.

ورغم تحقيق معدل نمو متوقع أن يصل إلى 2,5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، تظهر عدة مؤشرات اجتماعية، في قطاعات الصحة والتعليم والمعاشات، تفاوتا كبيرا بين المواطنين.

خضعت تشيلي لحظر تجول لليلة الثالثة تواليا أمس الإثنين مع تزايد التظاهرات العنيفة وأعمال النهب التي أوقعت 12 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد.

وقال الجنرال خافيير اتورياغا المكلف أمن العاصمة إنّ حظر التجول الساري من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة السادسة صباحا "ضروري" مع اشتعال العنف مجددا في سانتياغو وعدد من مدن البلاد.

لكنّ المتظاهرين تجاهلوا الأمر واشتبكوا مع قوات الأمن في عدد من أحياء العاصمة.


وقتل شاب بعدما صدمته شاحنة عسكرية أثناء نهب شركة صيد في مدينة تالشوانو في جنوب البلاد، بحسب ما أفاد مكتب النائب العام الاثنين.

وتجمع آلاف المتظاهرين في شكل سلميّ مساء الاثنين في ميدان إيطاليا الرئيسي في العاصمة مرددين هتافات "ارحل بينيرا" وأخرى مناهضة للجيش.

وفيما قام بعض المتظاهرين بإلقاء الحجارة وتحطيم محطات انتظار الحافلات ونهبوا متاجر وأقاموا متاريس وأشعلوا النيران، كانت غالبية التظاهرات في العاصمة سلّمية واحتفالية وتتضمن غناء ورقصا وقرع طبول.

موقف الرئيس ومحاولات الاحتواء

اعتبر الرئيس، الأحد، أن البلاد في "حالة حرب"، مع مقتل خمسة أشخاص في مصنع أحرقه متظاهرون في ضاحية في العاصمة وامرأتين في متجر تم إحراقه في أثناء عمليات نهب. ومنذ بدء الاحتجاجات الجمعة تم اعتقال نحو 1500 شخص.

وقال الرئيس التشيلي مساء الأحد بغضب للصحافيين "نحن في حالة حرب ضد عدو قوي لا يرحم، لا يحترم أحداً أو شيئاً وهو مستعد لاستخدام القوة بدون أي حدود".

رئيس البلاد سيباستيان بينيرا (getty) 

وحالة الطوارئ المطبقة أيضاً منذ مساء الجمعة في العاصمة تطاول 9 مناطق أخرى من الـ16 في البلاد. ونشر 10 آلاف شرطي وجندي. وهي المرة الأولى التي ينزل فيها العسكريون إلى الشارع منذ سقوط ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوشيه (1973-1990).

لكنّ الرئيس أعلن الاثنين أنه سيجتمع مع الأحزاب السياسية المنافسة اليوم الثلاثاء "للعمل على عقد اجتماعي يتيح لنا أن نصل معاً، بسرعة وكفاءة ومسؤولية، إلى حلول أفضل للمشكلات التي يعاني منها التشيليون".

(العربي الجديد، فرانس برس)

دلالات

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
تظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب وحلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الآلاف من الأهالي في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب، مطالبين بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في لندن تضامنا مع غزة (إكس)

سياسة

شهد عدد من المدن والعواصم حول العالم تظاهرات وفعاليات تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالحرب الوحشية المستمرة عليه منذ نحو 100 يوم.
الصورة
تحدى الشباب الأوروبي قرار حظر رفع العلم الفلسطيني (العربي الجديد)

سياسة

بدأ اتساع موجات التضامن مع فلسطين، وضد حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، يحرج الحكومات الغربية، خصوصاً أن موجات التضامن أظهرت وجود اختلاف لدى الجيل الشاب الحالي عن الذي سبقه.
المساهمون