وهدفت المهمة البريطانية المقترحة، طبقاً للصحيفة، إلى سيطرة قوات البحرية البريطانية على ميناء الحديدة الذي يعد خط حياة المساعدات الداخلة إلى البلد الذي مزقته الحرب، وخاصة بعد إغلاق القوات السعودية للمجال الجوي في البلد، مشيرة إلى أن المبادرة البريطانية كان لا بد لها من أن تحصل على موافقة كل من التحالف السعودي الإماراتي وحركة "أنصار الله" (الحوثيين) كي يتم لها النجاح، إضافة إلى التعاون مع وكالات الاغاثة الدولية العاملة في اليمن.
وتذكرالصحيفة أيضاً أن هذا الخيار لا يزال مطروحاً على طاولة جونسون بعد وصوله إلى رئاسة الوزراء.
وحسب الصحيفة، فإن الخطة كانت قد طرحت أولاً عام 2017 وتم تطويرها في صيف عام 2018، بالتزامن مع الحملة السعودية على ميناء الحديدة وما حملته من مخاطر على إمدادات الإغاثة إلى الداخل اليمني، لكن الحكومة البريطانية كانت قلقة حينها من أن تتحول مهمتها في الميناء اليمني إلى التورط في الحرب، وهو ما دفع كلاً من رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي ووزير دفاعها آنذاك غافين وليامسون إلى رفض المقترح.
ونقلت "إندبندنت" عن طوباياس إلوود، وزير الدولة للشؤون الخارجية حينها، قوله "ناقشت خطة الحديدة بداية مع القوى الإقليمية المعنية، السعوديين والاماراتيين وغيرهم عندما كنت في وزارة الخارجية ورأوا فيها خياراً ممكناً. وكان لدي أيضاً دعم جون كيري (وزير الخارجية الأميركي حتى يناير/كانون الثاني 2017) وغيره من الشخصيات الأميركية، وشجعني بوريس على ذلك".
وأضاف "آمل الآن مع وصول بوريس إلى داوننغ ستريت عدم التقاعس عن تلك المهام إذا استلزم الأمر، وأرى أنه سيقدم على اتخاذ خطوات عملية".
وأكدت مصادر للصحيفة من داخل الحكومة البريطانية وجود استعداد لدى إدارة جونسون لمثل هذه المهام الدولية، ناقلة عن أحدهم قوله "إننا مستعدون للمساعدة في المهام الإنسانية إذا استطعنا عند الضرورة. ولا يزال هذا الأمر مطروحاً على الطاولة بكل تأكيد".
وبعيد رفض حكومة ماي للمقترح، باشرت القوات السعودية حملتها على الميناء اليمني، واستمرت المعارك لأشهر، وكلف ذلك سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وقامت الحكومة البريطانية، وخاصة بعد فشل مقترح التدخل، باتخاذ قرار بتخفيض تدفق الأسلحة إلى النزاع اليمني عبر القنوات الدبلوماسية. ووفقاً لمسؤولين أمنيين، فقد نجحت هذه المبادرة لحد ما، وبمساعدة من القوى الإقليمية.
وكما يقول مسؤولون أمنيون للصحيفة البريطانية، فإن المناقشات مع الحلفاء الغربيين التي تلت رفض مبادرة التدخل البريطاني العسكري ساعدت في إفساح المجال أمام زيادة الضغط في خريف العام الماضي للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، أكبر مصدرين للسلاح للسعودية، قد دعتا إلى وضع حد للصراع في اليمن بشكل عاجل. ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحوثيين إلى التوقف عن استهداف السعودية والإمارات بالصواريخ ولكنه أكد أن "ضربات التحالف الجوية يجب أن تتوقف في جميع المناطق المأهولة في اليمن."
أما جونسون فقد كان على خلاف متكرر مع تيريزا ماي حول اليمن. وقال جونسون أثناء وجوده في وزارة الخارجية نهاية 2016، إن السعودية وإيران تخوضان حروباً بالوكالة في الشرق الأوسط.