وقال المعلق العسكري لموقع "وللا"، أمير بوحبوط، إن قيادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية توجّه انتقادات حادة للمستوى السياسي، لإصراره على عدم إبداء حساسية تجاه نظام الحكم في عمّان، ناقلاً عن الأوساط العسكرية قولها إن استبعاد الأردن من الترتيبات التي تتم في القدس وتعمد إلى المس بكرامة الأردنيين يمكن أن تهدّد التنسيق الأمني والتعاون بين الجانبين.
وشدّدت الأوساط الإسرائيلية على أن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قريباً عن خطته لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة بـ"صفقة القرن"، (والتي كان قد بدأ منذ فترة بتطبيقها على الأرض) تمثل مصدراً إضافياً لتهديد حقيقي للعلاقات الثنائية.
وأشارت إلى أن ما يزيد الأمور خطورة وتعقيداً أن إعلان "صفقة القرن" والإجراءات الإسرائيلية في الأقصى يمكن أن يشعل الأوضاع الأمنية بشكل مفاجئ في الضفة الغربية، بما سيؤثر بدوره على العلاقة مع الأردن، مضيفة أنه يكفي أن يحدث تطور واحد لتتحول الضفة الغربية إلى ساحة مواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما سيؤثر سلباً على الأوضاع في الأردن والشرق الأوسط بأكمله.
وحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية، فإن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، سيحاول الإفلات من اتخاذ موقف من "صفقة القرن" عبر القول إنه في حال قبلت قيادة السلطة الفلسطينية الخطة، فإن الأردن سيقبلها.
وأشارت إلى أن لإسرائيل الكثير مما يمكن أن تخسره في حال تدهورت العلاقة مع الأردن، وأنه على امتداد الحدود التي تمتد على طول 370 كلم، تسود علاقات تعاون "ممتازة" بين الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الأردنية، موضحة أن ما يعزز الاستقرار على طول الحدود أن الجنود الأردنيين يمتازون بقدر كبير من الانضباط.
وزعمت أن علاقات احترام وتعاون مهني تسود بين القيادات العسكرية في الجانبين، مشيرة إلى أن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك"، نداف أرغمان، يرتبط بعلاقات وثيقة جداً بنظيره الأردني.
وحسب الأوساط نفسها، فإن العلاقة بين أرغمان ونظيره الأردني أسفرت في كثير من الأحيان عن حل مشاكل معقدة. ولفتت إلى أنه في الوقت الذي يسود فيه تعاون وثيق بين القيادات العسكرية والأمنية في كل من إسرائيل والأردن، فإن العلاقات بين المستويات السياسية متوترة.
وأشارت إلى أن القيادة السياسية في تل أبيب لا تبدي حساسية إزاء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الأردن، مشيرة إلى أنّ نظام الحكم في عمّان يواجه خطر اندلاع تظاهرات جماهيرية على خلفية اقتصادية.
وبرأيها، فإن الملك عبد الله يحاول الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل عبر تكريس توازنات دقيقة، إذ إنه وفي الوقت الذي يشن حملة انتقادات علنية ضدّ السياسات الإسرائيلية، سمح بالتوقيع على صفقة شراء الغاز من تل أبيب.
وترى أن الانتقادات التي يوجهها الملك عبد الله لإسرائيل تأتي لتقليص فرص توجيه انتقادات داخلية له. وحسب هذه الأوساط، فإن كبار المسؤولين في الأردنيين يشعرون بالإهانة أمام الشارع الأردني عندما يتباهى المسؤولون الإسرائيليون بأن إسرائيل تحولت إلى دولة مصدرة للغاز في أعقاب استيراد عمّان الغاز الإسرائيلي.
وفي السياق، قالت قناة "13" إن مسؤولين كباراً في وزارة الخارجية يحذرون من تداعيات أية محاولة لتمرير مشروع قانون في الكنيست بضم "غور الأردن" على العلاقة مع الأردن. ونقلت القناة عن المصادر قولها إن التنافس بين المستويات السياسية والحزبية في إسرائيل على الدعوة لضم "غور الأردن" سيحرج القيادة الأردنية أمام الجمهور الداخلي. يذكر أن عدداً كبيراً من الكتاب الإسرائيليين من ذوي التوجهات اليمينية قد دعوا أخيراً إلى اتخاذ خطوات تفضي إلى تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين.