نواب الشعب للشاهد: كن رئيس حكومة كل التونسيين

لم تختلف أولى مداخلات نواب مجلس الشعب، في الجلسة الصباحية، اليوم الجمعة، المخصصة لمنح الثقة لحكومة يوسف الشاهد الجديدة، عن مواقف الأحزاب المعلنة سابقاً، وجاءت ردود الأفعال حول خطاب الشاهد في افتتاح الجلسة متناسقة تقريباً مع تلك المواقف.

وتراوحت كلمات النواب المتداخلين صباحاً بين مثمنة لخطاب الشاهد وبين منتقدة له، معتبرةً أنّ الحكومة الجديدة هي امتداد للحكومات السابقة بل "أكثر شناعة منها"، على حدّ تعبير نواب كتلة "الجبهة الشعبية".

وفي هذا السياق، اعتبر النائب عن "الجبهة الشعبية"، طارق البراق، أنّ "الحكومات المتعاقبة لم تلتزم بمبادئ الثورة معتبرة الدولة غنيمة"، قائلاً لرئيس الحكومة "نفس ما يُقال لك اليوم قيل لسلفك قبل أن ينقلبوا عليه، ونحن في الجبهة الشعبية اعتبرنا أنّ مسار تكوين الحكومة غير سليم منذ الأول".

في المقابل، أعلن نواب "حركة النهضة" عن مواقف تراوحت بين التثمين واللوم والنصح، واعتبر النائب عن الحركة، زهير الرجبي، أنّ "خطاب الشاهد مطمئن ولكنّه غير كاف، إذ يجب أن يتجسّد الخطاب على أرض الواقع"، مؤكداً أنّ "حركة النهضة ستتعامل مع الجميع بنفس المكيال ونطلب منهم نزع جبّة الإيديولوجيا والتحزّب". 

وأضاف الرجبي أنّ "تكليف الشاهد برئاسة الحكومة استند إلى الفصل 89 من الدستور على أساس الكفاءة وليس على أساس انتمائه الحزبي"، مطالباً الرئيس المكلّف بـ"الانطلاق بمحاربة الفساد والحرص على استخلاص الديون المثقلة".

كما رأى نائب عن كتلة "آفاق تونس"، كريم الهلالي، أنّ "حكومة الشاهد عليها التقليص في الإجراءات الإدارية ولا بد من حسن اختيار المحافظين ودعمهم"، مؤكداً أنّ مشاركة حزبه في الحكومة "واجب وطني وعلينا منحها الوقت اللازم حتى تقوم بإصلاحات كبرى".

ومن جهته، توّجه النائب عن حزب التيار الديمقراطي المعارض، غازي الشواشي، باللوم إلى الشاهد قائلاً "لم يتم استدعاء كافة الأحزاب خلال المشاورات حول تشكيل الحكومة، وهذا يعد إقصاءً وتجاهلاً لأحزاب ممثلة في المجلس"، معتبراً أنّ "أعضاء الحكومة يمثلون أنفسهم" وأنه يشتم رائحة كريهة للتجمع المنحل في هذه الحكومة، "إذ يمكن تسميتها حكومة ولاءات وليس حكومة وحدة وطنية".

كما لفت رئيس حزب "صوت الفلاحين"، النائب فيصل التبيني، إلى أنّ "الشاهد رئيس حكومة الشيخين وليس كل التونسيين"، في إشارة إلى رئيس البلاد الباجي قائد السبسي وزعيم حركة "النهضة" راشد الغنوشي، داعياً رئيس الحكومة إلى "الخروج من جلباب الشيخين وأن يكون فعلاً رئيسا لكل التونسيين".

وأضاف التبيني أنه "لن يصوت لحكومة الشاهد، لأنها ليست حكومة وحدة وطنية"، سائلاً "لماذا تمنح وزارة التشغيل مجدداً للنهضة في حال أنها لم تكن لها إنجازات تذكر تهم التشغيل في الحكومة السابقة؟".

وأشار إلى أنّه "ليست لديه مشكلة مع الأشخاص، لكن مشكلته مع السياسات المتعاقبة، وأن رئاسة الحكومة تريد إفراغ المجلس من خلال تعيين وزراء نواب"، مشدداً على أنّ "المعارضة شرف ومبدأ وموقف"، مبيناً أنّ "النهضة والنداء لا تعنيهما وزارة الفلاحة وليسا في خدمتها لذلك منحاها لأمين عام حزب المسار، سمير بالطيب، ويجب إيلاء القوانين المخصصة للفلاحين أهمية كبرى".