العراق: أنصار الصدر يدخلون على خط قمع التظاهرات

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
03 فبراير 2020
A326701C-944C-4D69-9460-977A12DF1B5F
+ الخط -

بلغت ساحات الاحتجاج في العراق منحنى خطيراً بعد محاولة جماعات ما بات يعرف في العراق بـ "فريق القبعات الزرق" التابع لمليشيا "سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر فض عدد من الاعتصامات وفتح الطرق وإنهاء الإضراب عن الدوام في المحافظات الجنوبية.

واقتحم عناصر "القبعات الزرق"، اليوم الإثنين، ساحة الاعتصام الرئيسية في مدينة الحلة (مركز محافظة بابل) لفض تظاهرة كانت تطلق شعارات رافضة لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، ما أدى إلى اشتباكهم مع المتظاهرين.

وبعد استخدامهم العصي الغليظة والهراوات والسكاكين، تمكن أتباع الصدر من الاستيلاء على منصة الاعتصام قبل أن يتزايد زخم الاحتجاجات بشكل كبير من أجل إخراجهم، ما دفع القوات العراقية للتدخل ووضع حاجز لعزل أنصار الصدر عن المتظاهرين.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن بعض عناصر مليشيا "سرايا السلام" الذين يرتدون القبعات الزرق أطلقوا الرصاص الحي ضد متظاهرين يتجمعون عند مجسر الثورة بهدف تفريقهم، مشيرة إلى وصول أفواج طلابية وفئات أخرى إلى المنطقة بهدف تقديم الدعم للمتظاهرين.

وقال قائد شرطة بابل، اللواء علي كوة الزغيبي، إن ساحة اعتصام بابل "كانت هادئة خلال ساعات الصباح قبل أن يصل إليها أصحاب القبعات الزرق الذين اشتبكوا مع المحتجين بعد رميهم بالحجارة من داخل الساحة"، مبينا خلال تصريح صحافي أن قوات الأمن تمكنت من فض الاشتباكات بين الجانبين.

وأشار الزغيبي إلى "حدوث إطلاق نار من قبل جهة مجهولة في محاولة لتفريق المتظاهرين عند مجسر الثورة"، موضحا أن أتباع الصدر لا يزالون موجودين في مكان التظاهر وتم وضع حواجز تفصلهم عن المحتجين.

وفي النجف، أطلقت جماعة "القبعات الزرق" الرصاص الحي في الهواء من أجل تفريق متظاهرين قاموا بقطع الطرق، كما اشتبكوا مع عدد من المحتجين الذين رفضوا الانصياع لأوامرهم، إلا أن ذلك لم يمنع المتظاهرين من الاستمرار في قطع شوارع رئيسية في النجف.

وأفادت وكالة "بغداد اليوم"، بوجود إصابات في صفوف المتظاهرين خلال المواجهات مع أتباع الصدر.

كما تداول ناشطون مقاطع فديو تظهر انتشار مسلحين تابعين لـ"سرايا السلام" في النجف استخدموا أسلحتهم من أجل تفريق المحتجين.

 

وقام عناصر "سرايا السلام" بالاعتداء بالضرب على طلبة مدارس في مدينة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار بهدف إرغامهم على الاستمرار بالدوام، إلا أن الطلبة لم يستجيبوا لهم ونظموا مسيرات رافضة لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة.

وجدد متظاهرو ساحة الحبوبي في الناصرية (مركز محافظة ذي قار) رفضهم لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل لحمايتهم من بطش السلطة، وأنصار مقتدى الصدر.

وحاول أصحاب "القبعات الزرق" افتتاح جامعة واسط بالقوة وإرغام الطلبة والموظفين على أن يداوموا فيها، إلا أن الطلبة المتظاهرين دخلوا في مناوشات كلامية معهم معلنين أنهم سيواصلون احتجاجاتهم السلمية مهما كلف الثمن.

بالمقابل، قال ناشطون إنهم منعوا محاولة ثانية لأنصار الصدر بفتح جسر الجمهورية في بغداد المفضي إلى ساحة التحرير، مؤكدين أن اشتباكاً بالأيدي والعصي جرى مع المتظاهرين حال دون نجاحهم في ذلك.

وقال الناشط علي الغزي من ساحة التحرير في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن فتح الجسر يعني "انتهاء التظاهرات في التحرير، حيث قتل وأصيب العشرات عليه منذ بداية الانتفاضة بنيران قوات الأمن ولم نسلمه ومحاولات انصار الصدر اليوم تندرج بسياق قمع التظاهرات وإنهاءها".

 

دلالات

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.