‏"دويتشه فيله": ضعف مشاركة المصريين بالانتخابات لعدم جدواها

21 أكتوبر 2015
عزوف كبير للمصريين عن التصويت (فرانس برس)
+ الخط -
ذكر موقع "دويتشه فيله" الإخباري الألماني أن الانتخابات البرلمانية بمصر كانت موضوعاً للسخرية على مواقع التواصل ‏الاجتماعي، إذ سخر المغردون من ضعف مشاركة الناخبين وعزوفهم عن التوجه لمكاتب الاقتراع.‏


وأضاف في هذا الصدد، أن المدارس التي تم تخصيصها كأماكن للتصويت يومي الأحد والإثنين المنصرمين كانت شبه خالية إلا ‏من الجنود الذين كانوا يطلون من خلف أكياس الرمل على ساحات المدارس الفارغة، بينما كان القضاة المكلفون بالإشراف على ‏الانتخابات يلهون بهواتفهم الذكية.‏

المقال أوضح أن عددا ضئيلا من الناخبين تحمّلوا عناء الذهاب للتصويت، مشددا على أن أغلب هؤلاء أعلنوا مسبقا أنهم ‏سيصوتون لصالح قائمة "في حب مصر"، التحالف الموجود أصلا لدعم قائد الجيش الذي تحول لرئيس للبلاد، عبد الفتاح السيسي، كما ‏ورد في المقال.‏

ولفتت "دويتشه فيله" إلى أن نسبة المشاركة الهزيلة ليست مفاجئة، وذلك على اعتبار أن نتائج الانتخابات التي ستنتهي بإجراء ‏الدور الثاني، شهر ديسمبر/ كانون الأول، محسومة مسبقا ومجرد مسرحية هزلية، لعدم وجود أي مرشحين من المعارضة، ‏ولمقاطعة أغلب من شاركوا في الثورة المصرية عام 2011 لها.‏

وعن أسباب هذا العزوف، ذكر المقال أن مصر انزلقت إلى أسوأ مظاهر القمع، فعلى امتداد الأشهر الأخيرة تعرّض عدد كبير من ‏النشطاء والمعارضين للاختطاف، أو تم الزج بهم في السجون، فيما اختار البعض الآخر الرحيل عن البلد. كما أضاف أن الانتقاد ‏العلني للنظام المصري أمر غير مسموح به، في وقت تطبّل فيه وسائل الإعلام للنظام والمرشحين الموالين لهم، باستثناء فئة قليلة ‏من وسائل الإعلام المستقلة.‏

كما أضاف المقال أنه يصعب في ظل مثل هذه الأجواء تصديق ادعاءات نظام السيسي بأن هذه الانتخابات هي آخر خطوة تقطعها ‏مصر نحو الانتقال الديمقراطي.‏

في المقابل، ذكر المقال أن ما يقع بمصر يناقض ما يدعيه النظام، موضحا أن نتائج الانتخابات ستؤدي لظهور برلمان صوري ‏يهيمن عليه المنتمون لقائمة "في حب مصر"، والنواب المهتمون أكثر بمهادنة دوائرهم الانتخابية بدل إعداد قوانين للتعاطي مع ‏جملة المشاكل التي تواجهها البلاد.

الأسوأ من ذلك، يضيف المقال، أن أعضاء البرلمان لن يفكروا أبدا في إلغاء مجموعة القوانين ‏المثيرة للجدل التي تم تمريرها بقرارات رئاسية طوال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك قانون مكافحة الإرهاب المتشدد. الأمر نفسه ‏ينسحب على قضية الإخفاء القسري للمعارضين، حسب المقال.‏

مقال "دويتشه فيله" خلص إلى أن هذه الانتخابات، حسب ما أكده أحد الملاحظين، لن تكون حرة ونزيهة، مضيفا أن المصريين ‏قرروا، على ما يبدو، حفظ أصواتهم حتى اليوم الذي قد تكون لها فيه قيمة ما. ‏

اقرأ أيضا: "‏نيويورك تايمز": بصمة السيسي وراء عزوف المصريين عن التصويت

المساهمون