اتفاق الغوطة حبر على ورق... والنظام يتقدم في البادية

07 اغسطس 2017
طفلان أصيبا بقصف النظام لمنطقة عين ترما بالغوطة(عمار سليمان/الأناضول)
+ الخط -
تواصل قوات النظام تقدمها في البادية السورية على حساب تنظيم "داعش"، إذ اقتربت من السيطرة على أهم معاقل التنظيم شرقي حمص في طريقها باتجاه محافظة دير الزور، وذلك بالتزامن مع تحقيقها تقدماً مماثلاً في ريف الرقة، فيما يستمر خرقها اتفاق التهدئة في غوطة دمشق الشرقية، في مسعى من نظام بشار الأسد لإخضاع حي جوبر الدمشقي.

وذكرت مصادر ميدانية أن قوات النظام السوري و"حزب الله" ومليشيات تساندهما، أحرزت تقدماً في معركة السيطرة على مدينة السخنة أبرز معاقل تنظيم "داعش" في قلب البادية السورية. ونقلت مصادر إعلامية موالية للنظام أن قوات الأخير "طوقت مدينة السخنة من ثلاثة اتجاهات، بعد إحكامها السيطرة على جبل طنطور، وعلى مغارة الضويحكي بريف حمص الشرقي". وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام باتت على مسافة أقل من كيلومتر واحد من مشارف المدينة.

وأكدت مصادر إعلامية، منها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن قوات النظام سيطرت على السخنة أمس الأحد، وتقوم بـ"عملية تمشيط للمدينة، بحثاً عن جيوب أو عناصر متبقية من تنظيم داعش في المدينة"، وفق المصادر. وتقع بلدة السخنة شمال شرقي مدينة تدمر بنحو 60 كيلومتراً، وتكتسب أهمية استثنائية في الصراع على سورية، كونها تحتضن حقول نفط وغاز، منها حقل السخنة للغاز، وهو أحد أكبر حقول الغاز في سورية. كما أنها تقع على الطريق الذي يربط العاصمة دمشق بمحافظة دير الزور، إضافة إلى أهميتها بالنسبة لإيران الساعية إلى فتح ممر بري بين طهران وسواحل البحر الأبيض المتوسط. وتتبع السخنة إدارياً محافظة حمص، ولكنها لا تبعد سوى 50 كيلومتراً عن الحدود الإدارية بين محافظة حمص ومحافظة دير الزور التي تعد الهدف الأبرز للنظام، وحلفائه الروس والإيرانيين. كما تعتبر مدينة السخنة بوابة محافظة دير الزور الهدف الأبرز لقوات النظام التي تؤكد أنها "توجه ضربات مركزة" لمسلحي "داعش" فيها منذ عدة أيام.

بموازاة ذلك، تواصل قوات النظام تقدمها في ريف الرقة الجنوبي الشرقي في طريقها إلى ريف دير الغربي، إذ أعلن مصدر عسكري في قوات النظام أنها انتزعت السيطرة على عدة قرى في ريف الرقة. وأشار إلى استمرار الحملة لانتزاع السيطرة على مدينة معدان بالريف الجنوبي الشرقي للرقة. كما أعلن المصدر أن قوات النظام انتزعت السيطرة خلال الأيام القليلة الماضية، على منطقة بطول 30 كيلومتراً على الضفة الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الجنوبي تضم 9 قرى، وآبار نفط. وذكر أن "داعش" تكبد خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.


كذلك، تواصل "قوات سورية الديمقراطية" عملياتها العسكرية في مدينة الرقة أبرز معاقل "داعش" في سورية. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ "سورية الديمقراطية" شنّت أمس الأحد، هجوماً جديداً ضد تنظيم "داعش" في محور حي الرقة القديم، إذ اندلعت معارك عنيفة في محور الجامع العتيق، بالتزامن مع محاولات التقدّم في الجبهة الشمالية الغربية من المدينة. وباتت "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة من "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، تسيطر على نحو نصف مدينة الرقة، في حين انحصر وجود "داعش" في مركزها.

وفي السياق نفسه، تحدثت مصادر محلية عن مقتل قرابة 40 من عناصر "قوات سورية الديمقراطية" خلال الأيام الماضية، جراء المعارك الجارية في الرقة، معظمهم قضى جراء تفجير مفخخات من قبل "داعش". وتسيطر "سورية الديمقراطية" على أحياء: السباهية، الرومانية، اليرموك، القادسية، بريد الدرعية، نزلة شحاذة، المشلب، الصناعة، وأجزاء من المدينة القديمة، البتاني، تل البيعة، وأجزاء من هشام بن عبد الملك، والجسر الجديد المقام على نهر الفرات الذي يحاذي الرقة من الجهة الجنوبية. وتمتد هذه المدينة السورية التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في أوائل عام 2014، على مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات من الشرق للغرب، و4 كيلومترات من الجنوب إلى الشمال، وتضم أكثر من عشرين حياً وحارة تنسب لعائلات تقطنها.

في غضون ذلك، واصلت قوات النظام السوري خرق الهدنة في غوطة دمشق الشرقية، إذ عاودت الطائرات الحربية أمس الأحد، تنفيذ غارات، مستهدفةً مدن وبلدات الغوطة. وأشار ناشطون إلى أن الغارات استهدفت بصواريخ موجهة شديدة الانفجار أطراف بلدة عين ترما في الأطراف الغربية للغوطة الشرقية، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي فيلق "الرحمن" أبرز فصائل المعارضة السورية في الغوطة، على محوري المتحلق الجنوبي ووادي عين ترما. ولا تزال قوات النظام تحاول دفع المعارضة عن مواقع هامة في الغوطة الشرقية.

وتسعى قوات النظام إلى فصل حي جوبر الدمشقي عن عين ترما والغوطة الشرقية، عبر التقدم بمحاذاة المتحلق الجنوبي، متجاوزةً بذلك "اتفاق القاهرة" الذي أبرم في 20 يوليو/تموز الماضي، ونصّ على إيقاف الأعمال القتالية في غوطة دمشق الشرقية الداخلة ضمن مناطق "خفض التوتر" التي تمخض عنها مسار أستانة التفاوضي. وأعلن فصيل "فيلق الرحمن" أنه قتل 15 عنصراً من قوات النظام يوم السبت، على جبهة بلدة عين ترما، مشيراً إلى أن قتلى النظام هم من مرتبات الفرقة "الرابعة" التي يقودها شقيق رئيس النظام، ماهر الأسد، والمتهمة بارتكاب مجازر بحق مدنيين في دمشق، وريفها على مدى عدة سنوات.