لم يكد أهالي سيناء ينتهون من عزاء العمال الخمسة الذين قتلوا يوم السبت الماضي على يد تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش قرب مطار العريش، حتى بدأوا في التعزية بمقتل سبعة مواطنين من عائلتين، ليل الأربعاء الخميس، على يد الجيش المصري، في المدينة نفسها، وسط تجاهل حكومي وحقوقي للجرائم التي ترتكب بحق المدنيين من كلا طرفي النزاع. ويستمر ما يشير إلى استمرار دفع المدنيين فاتورة الحرب القائمة في سيناء، من دمائهم وأعمارهم، وعلى حساب مصالحهم التي توقفت، في حين لا يسمح لهم الأمن المصري بالتعبير عن غضبهم من استمرار نزيف الدم إلا في نطاق ضيق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تفاصيل الحادثة، قتل الجيش المصري طفلاً ووالده وعمه وثلاثة أشقاء، ومدنياً سابعاً، في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، شرقي البلاد، وأصاب آخرين، جميعهم من المدنيين، ووفقاً لمصادر قبلية وشهود عيان تحدثوا مع "العربي الجديد". وبحسب المصادر والشهود، فإن قوات الجيش قامت بقصف مدفعي عنيف على مناطق عدة على أطراف مدينة العريش خلال الساعات الماضية، كرد على الهجمات التي تعرضت لها قوات الأمن خلال اليومين الماضيين، مؤكدين أن القصف استهدف منازل المواطنين والمزارع في منطقة الكيلو 17 بمدخل مدينة العريش، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، خلال جلوسهم في مقعد للعائلة، لمتابعة مباراة المنتخب المصري، وفريق الكونغو، بكأس الأمم الأفريقية.
اقــرأ أيضاً
وبحسب مصادر طبية في مستشفى العريش العام، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن جثث القتلى التي وصلت إلى المستشفى بواسطة سيارات مدنية لعدم إرسال سيارات الإسعاف إلى مكان القصف، كانت عبارة عن أشلاء متناثرة، وبعد وقت وجهد من الطواقم الطبية والأهالي، تم التعرف على هويات غالبية القتلى، وهم الطفل نور محمد سليمان سلامة (12 عاماً)، ووالده محمد سليمان سلامة (35 عاماً)، وشقيق الأخير، حمد سليمان سلامة (30 عاماً)، والمواطن راضي سالم رشيد (33 عاماً)، وشقيقيه فتحي سالم رشيد (35 عاماً)، ورضوان سالم رشيد (18 عاماً)، فيما أشارت المصادر ذاتها إلى أن القتيل السابع لم يتم التعرف على هويته، لأنه عبارة عن أشلاء متناثرة بشكل كبير لإصابتها بقذيفة بشكل مباشر.
وجاء هذا القصف المدفعي وارتكاب المجزرة، بالتزامن مع معاودة تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش، مهاجمة كمائن الأمن المصري في مدينة العريش لليلة الثانية على التوالي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مجندين، بحسب ما أكدت مصادر محلية في مدينة العريش وشهود عيان لـ"العربي الجديد". وأشاروا إلى أن التنظيم هاجم كمائن عدة للأمن المصري في حي المساعيد، غرب العريش، فيما أوضح هؤلاء أن قوات الأمن استطاعت الرد على المهاجمين ودفعهم للانسحاب من المكان، بعدما أصابوا ثلاثة مجندين بجروح متفاوتة.
يشار إلى أنه الاعتداء الثاني الذي يشنه التنظيم ضد قوات الأمن في قلب مدينة العريش في غضون 24 ساعة، وهي سلسلة الهجمات الأولى من نوعها منذ أكثر من عام، في أعقاب العملية العسكرية الشاملة التي بدأها الجيش في فبراير/ شباط 2018، بعد أن كان التنظيم قد هاجم أول أمس عدة كمائن للأمن المصري. وأدت الاعتداءات إلى مقتل 7 عسكريين وإصابة آخرين، بالإضافة إلى مقتل مدني وإصابة آخرين، في حين أن قوات الجيش والشرطة تفرض تشديدات أمنية صارمة في محيط مدينة العريش ومداخلها منذ أكثر من عام.
وفي التعقيب على ذلك، قال إبراهيم المنيعي، أحد أبرز مشايخ سيناء، في حديث مع "العربي الجديد"، إن المدنيين لا يزالون يدفعون ثمن الحرب المستعرة في سيناء، على الرغم من أنهم يؤكدون في كل مرحلة أنهم خارج دائرة الحرب، ولا يمكن أن يقفوا مع طرف ضد طرف، في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بعدما تضرروا من كلا الطرفين على مدار السنوات الست الماضية. وفيما ذكّر بأن المدنيين خسروا مئات الأرواح وتهدمت آلاف المنازل وجرفت آليات الجيش المزارع والمصانع والمحال التجارية والبنى التحتية ما أعاد المواطنين لعقود مضت، رأى أن الطرفين، أي الأمن والتنظيم، يؤكدان أن لا خطوط حمراء أمامهما في استهداف المدنيين، وهذا أكدته الوقائع في الأيام القليلة الماضية، وفي ذلك رسائل خطيرة من الطرفين للمواطنين في سيناء، إلا أنها لن تؤتي ثمارها في دفع المواطنين لترك المحافظة في هذا التوقيت الحساس.
وأضاف المنيعي أن ما يحصل في مناطق العريش تكرار لسيناريو جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، حينما عمدت قوات الجيش والتنظيم إلى استهداف المدنيين، ولكل واحد من الطرفين حجته في ذلك. وأشار إلى أن الجيش لجأ إلى تدمير المنازل واعتقال المواطنين وقتل عدد منهم، بحجة محاربة الإرهاب، في حين كان التنظيم يقتل المواطنين بحجة التعامل مع الأمن، وكذلك العمل في الأمور المحرمة من وجهة نظر التنظيم، ما دفع آلاف المواطنين إلى ترك مدينتي رفح والشيخ زويد، والاتجاه صوب مدينتي العريش وبئر العبد. وتابع: ها هو السيناريو يتكرر مجدداً، وتحت حجج جديدة، من قبل طرفي النزاع، ويهدف إلى إجبار المواطنين على الهرب من المنطقة بعد الشعور بعدم الأمان، من كلا الطرفين، وأن المدنيين مستهدفين بشكل أساسي. وبرأيه، فإن هذا الأمر يستدعي دق ناقوس الخطر، قبل فوات الأوان، بإخلاء مدينة العريش، باعتبارها عاصمة لمحافظة شمال سيناء، خصوصاً في ظل عودة الهجمات للمدينة، وغياب صورة الأمن التي كانت تتربع على المشهد خلال العام الماضي.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن قتل المدنيين من قبل الجيش والتنظيم وسط غياب للموقف الحكومي أو الحقوقي. كما لم تصدر أي دعوات للخروج في تظاهرات رافضة للحال الذي وصلت إليه مدينة العريش في الأيام القليلة الماضية، من انفلات للوضع الأمني، وقتل للمدنيين بشكل مستمر، تخوفاً من رد فعل الأمن المصري، الذي يستنفر بشكل غير مسبوق في مناطق مدينة العريش، تحسباً لاعتداءات جديدة.
اقــرأ أيضاً
وجاء هذا القصف المدفعي وارتكاب المجزرة، بالتزامن مع معاودة تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش، مهاجمة كمائن الأمن المصري في مدينة العريش لليلة الثانية على التوالي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مجندين، بحسب ما أكدت مصادر محلية في مدينة العريش وشهود عيان لـ"العربي الجديد". وأشاروا إلى أن التنظيم هاجم كمائن عدة للأمن المصري في حي المساعيد، غرب العريش، فيما أوضح هؤلاء أن قوات الأمن استطاعت الرد على المهاجمين ودفعهم للانسحاب من المكان، بعدما أصابوا ثلاثة مجندين بجروح متفاوتة.
يشار إلى أنه الاعتداء الثاني الذي يشنه التنظيم ضد قوات الأمن في قلب مدينة العريش في غضون 24 ساعة، وهي سلسلة الهجمات الأولى من نوعها منذ أكثر من عام، في أعقاب العملية العسكرية الشاملة التي بدأها الجيش في فبراير/ شباط 2018، بعد أن كان التنظيم قد هاجم أول أمس عدة كمائن للأمن المصري. وأدت الاعتداءات إلى مقتل 7 عسكريين وإصابة آخرين، بالإضافة إلى مقتل مدني وإصابة آخرين، في حين أن قوات الجيش والشرطة تفرض تشديدات أمنية صارمة في محيط مدينة العريش ومداخلها منذ أكثر من عام.
وفي التعقيب على ذلك، قال إبراهيم المنيعي، أحد أبرز مشايخ سيناء، في حديث مع "العربي الجديد"، إن المدنيين لا يزالون يدفعون ثمن الحرب المستعرة في سيناء، على الرغم من أنهم يؤكدون في كل مرحلة أنهم خارج دائرة الحرب، ولا يمكن أن يقفوا مع طرف ضد طرف، في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بعدما تضرروا من كلا الطرفين على مدار السنوات الست الماضية. وفيما ذكّر بأن المدنيين خسروا مئات الأرواح وتهدمت آلاف المنازل وجرفت آليات الجيش المزارع والمصانع والمحال التجارية والبنى التحتية ما أعاد المواطنين لعقود مضت، رأى أن الطرفين، أي الأمن والتنظيم، يؤكدان أن لا خطوط حمراء أمامهما في استهداف المدنيين، وهذا أكدته الوقائع في الأيام القليلة الماضية، وفي ذلك رسائل خطيرة من الطرفين للمواطنين في سيناء، إلا أنها لن تؤتي ثمارها في دفع المواطنين لترك المحافظة في هذا التوقيت الحساس.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن قتل المدنيين من قبل الجيش والتنظيم وسط غياب للموقف الحكومي أو الحقوقي. كما لم تصدر أي دعوات للخروج في تظاهرات رافضة للحال الذي وصلت إليه مدينة العريش في الأيام القليلة الماضية، من انفلات للوضع الأمني، وقتل للمدنيين بشكل مستمر، تخوفاً من رد فعل الأمن المصري، الذي يستنفر بشكل غير مسبوق في مناطق مدينة العريش، تحسباً لاعتداءات جديدة.