حفتر يستميت في محاولة اختراق محاور محددة جنوب طرابلس

30 أكتوبر 2019
حفتر يحاول استرداد مواقع قرب طرابلس (فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تحاول إحداث اختراقات في دفاعات قوات الجيش بقيادة حكومة "الوفاق"، في محاور جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بهدف تقدمها باتجاه قلب المدينة.

وخلال ليلة الثلاثاء، شهدت محاور القتال اشتباكات عنيفة وقصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً، فيما أكد المتحدث الرسمي باسم المكتب الإعلامي الحربي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق" عبد المالك المدني، أنّ قوات الجيش "لم تفقد أياً من مواقعها".

وبحسب المركز الإعلامي لعملية "الكرامة" التابعة لحفتر، فإنّ قوات الأخير خاضت معارك لساعات في محور الخلة، وفي محيط معسكر اليرموك للسيطرة عليه، رغم إعلانها قبل يومين سيطرتها الكاملة عليه.

وأضاف المركز، على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، في أولى ساعات صباح اليوم الأربعاء، أنّ قتالاً موازياً اندلع في محور الخلاطات ومحور الكازيرما والأحياء البرية، وكذا اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محور الطويشة، فيما قصف الطيران مواقع بمنطقة مشروع الهضبة.

وأكد المدني، في تصريح لــ"العربي الجديد"، أنّ محاولات قوات حفتر للتقدم "فشلت وتم إحباطها"، مشيراً إلى أنّه "تم استهداف عدد من تجمعات مليشيا حفتر بالمدفعية الثقيلة بمحاور السبيعة والطويشة والمطار".

من جانب آخر، أكد شهود عيان تساقط قذائف عشوائية على الأحياء المجاورة لمحاور القتال في طرابلس، فيما نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمنازل مدنيين تعرضت لأضرار بليغة، بسبب القصف العشوائي لقوات حفتر.

وبحسب معلومات الخبير العسكري الليبي محيي الدين زكري، فقد أحرزت قوات الجيش تقدماً في محور الطويشة الاستراتيجي جنوب طرابلس، مشيراً إلى أنّ "حفتر يحاول إشعال الجبهات لتشتيت قوة الجيش، وهدفه محاور بعينها".

وأوضح، في حديث لــ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ "قتال مليشيا حفتر على الأرض بإسناد جوي يركز على محاور الهضبة وصلاح الدين ومعسكر اليرموك"، مشيراً إلى أنّها "مناطق تمثل أهمية كبيرة ضمن طوق حماية العاصمة".

ورجح زكري أنّ "حفتر يركز قتاله في هذه المحاور لأهميتها الكبيرة بين أغلب المحاور، أولاً لقربها من قلب العاصمة، وثانياً للأهمية العسكرية لمعسكر اليرموك كونه الأهم بين معسكرات جنوب طرابلس التي تمثل طوق العاصمة الأمني جنوباً".

وتعيش محاور القتال الأخرى كمحور جنوب شرق العاصمة، هدوءاً منذ أشهر، فيما تتركز أغلب الاشتباكات في المحاور الواقعة في المناطق المحيطة بالمطار القديم، جنوب طرابلس، والخلة وعين زاره.

ويرى زكري أنّ "تركّز جهود حفتر الحربية على اختراق محاور الخلة والخلاطات وما جاورها، هدفه التغلغل داخل الأحياء التالية لها"، لافتاً إلى أنّ "وصول قوات حفتر للأحياء التالية كصلاح الدين والفرناج والهضبة وتحصنه داخلها، سيُصعب إمكانية طردها إلى خارج العاصمة".

ويعتبر الناشط السياسي الليبي عقيلة الأطرش، أنّ "نجاح حفتر في الوصول إلى أحياء جديدة سيكسبه أوراقاً جديدة تمكّنه من التفاوض بشكل أقوى، إذا فرضت على الأطراف العودة لطاولة الحوار".

ويضيف الأطرش، لــ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ |حفتر سيغامر بما تبقى من قواته لكسب مواقع جديدة في محاوله لاستعادة الثقة لدى حلفائه"، لافتاً إلى "حدوث فتور في علاقته مع حلفائه الإقليميين".

ويوضح الأطرش أنّ "وجود المرتزقة الروس وطائرات الإمارات، تراجع بشكل كبير، ما يعكس إمكانية فتور العلاقة بين حفتر وحلفائه، في وقت تجري فيه جهود دولية لتحييد الخطر الخارجي عن ليبيا".

ويرجّح الأطرش أنّ "حفتر بات متوجساً من ذهاب المجتمع الدولي إلى تشديد المراقبة على تدفق الأسلحة لليبيا"، مضيفاً أنّ "محاولات التقدم الحالية هي استباق لأي مطالبات لحفتر بالتراجع أو وقف الحرب، ولذلك فإنّه يسعى للسيطرة على مواقع جديدة تمكّنه من إظهار سيطرته على قطاع كبير في طرابلس، من أجل دفع المجتمع الدولي للقبول بالأمر الواقع".​

المساهمون