المسلمون مستهدفون والسيخ يدفعون الثمن

02 يناير 2016
مسلمو أميركا عرضة للمضايقات العنصرية(Getty)
+ الخط -
تسبب اعتقال السلطات الأميركية في ولاية تكساس، الأسبوع الماضي، صبيّاً في الثالثة عشرة من عمره، يدعى، آرمان سينغ ساراي، تنتمي أسرته لطائفة السيخ، بمبرر الاشتباه بعزمه على تفجير قنبلة، في إثارة الجل حول الممارسات الناجمة عن جهل عنصري فاضح عند استهداف فئة من المهاجرين، ويتضح لاحقاً أن المقصودين بالعنصرية أفراد فئة أخرى، لم تكن لتتعرض لأذى لولا الجهل بهويات ضحاياهم. ومع أن العنصرية سلوك ممقوت، سواء في حق المسلمين أو غيرهم، إلا أنه من الواضح أنه يقع أبناء طوائف غير إسلامية ضحايا لعنصرية لا تستهدف سوى المسلمين.
في أجواء الخوف المتبادل بين متطرفي أميركا المسلمين مع متطرفيها من غير المسلمين اعتقال ذلك الصبي بعد تلقي الشرطة بلاغاً بأنه هدد بتفجير المدرسة التي يتلقى علومه فيها، وهو ما نفته أسرته بشدة.
بدا أن سحنة الطالب السيخي ولون بشرته كانا سبباً لاشتباه زملائه به أكثر من أي عبارات لفظية من الجائز أن يكون قد تلفظ بها وبالغت مدرسته في تفسيرها.
وعلى الرغم من أن الطفل الموضوع حالياً تحت الرقابة لا يرتدي العمامة المعروفة في طائفة السيخ، وليس له تلك اللحية المميزة، يقع بعض الأميركيين في فخ الربط بين اللحية والعمامة للاستنتاج أن صاحبهما مسلم أو متطرف محتمل ينتمي لتنظيم (داعش).
وقد أعادت قضية الطفل في تكساس إلى ذاكرة المهاجرين إلى أميركا بعض حوادث الاعتداءات بعد هجمات 11 سبتمبر مباشرة، وذهب ضحيتها عدد من سائقي سيارات الأجرة السيخ بعد أن ظن مهاجموهم أنهم مسلمون.
كما تعرض أقباط مصريون ومسيحيون عرب من لبنان وفلسطين لاعتداءات عنصرية للسبب ذاته، دون أن يدرك مهاجموهم أن 71% على الأقل من عرب أميركا ليسوا مسلمين.
ويبدو أن هذه النسبة لم يدركها سوى داعية العنصرية والمرشح للرئاسة، دونالد ترامب، الذي بح صوته وهو يحاول أن يشرح لمؤيديه معلومة غائبة عن كثير منهم وهي: "ليس كل عربي مسلماً، وليس كل مسلم عربياً".
المساهمون