تمزّقات الاغتراب

27 مارس 2017
+ الخط -
خارج ما يشكله تنظيم "داعش" من إغراء لبعض الشباب العرب في البلاد الأوروبية ومن استهواء تزرعه في النفوس الخطابات المتعصبة والمتطرفة، ومن ردّ طبيعي بالعودة للاحتماء بالهوية الأصل، فإن مخاطر أخرى تتوغّل عميقاً في الكيان النفسي للشباب العربي الذي يعيش يومياته في المجتمعات "المكتسبة" التي يحيا فيها، وفي فضاءات متعددة، تبدأ من المدرسة إلى الشارع وصولاً إلى بيئة العمل.

اليوم، هناك تراكمات لمشاكل أخرى، أغلبها بيداغوجي ووقائي، وعلى رأسها تفشي استهلاك المخدرات في أوساط هؤلاء اليافعين المقبلين على مغامرة الحياة، بدون جدران قوية صارمة قادرة على الصدّ وحفظهم من الاندفاع نحو دوامة لا مخرج منها، هي بالأساس ما ينخر المجتمعات الغربية، ويرفع نسب الجريمة ومعدلات الانتحار.

الصحافة اليومية الغربية ومواقع التواصل حافلة بأحداث جنوح، وهناك تركيز مبالغ فيه على المهاجرين العرب، فحيناً هم أعشاش محتملة للإرهاب والتطرّف الديني، وأحياناً أخرى، هم مشتل لا يفرّخ إلا الجريمة، حيث تنتعش كافة المظاهر العنيفة والبؤر السوداء.

وبهذا يكون العربي مهما فعل، وفي غياب فعل منظم للجتمع المدني الأوروبي، معرّضاً أكثر للتشهير، ورمزاً للخروج عن القانون داخل ثلاثي قاتل: الجريمة والتطرف والمخدرات، وكله انتحار يرضي اليمين الأعمى، والذي من حسن الحظ، يُمنى كل مرة بهزيمة نكراء.

المساهمون