"متحف الفن والأدب": افتتاح رسمي لمبادرة عشوائية

15 يوليو 2018
(جانب من "المتحف"، مصدر الصورة: هناء البواب)
+ الخط -
يفتتح اليوم في عمّان "متحف الأدب والفن" الذي أطلقته "جمعية بيت الثقافة والفنون" في حفل ينطلق عند الثامنة مساء وقد يكون من أولى الفعاليات العامة التي تحضرها وزيرة الثقافة الجديدة الكاتبة بسمة النسور، التي عُينت في التشكيل الحكومي الأخير، وأثار تعيينها تساؤلات متجددة حول وزارة الثقافة وأدوارها المفترضة.

وهي تساؤلات تأتي في سياق المهمات الاجتماعية التي تؤديها وزارة الثقافة، ممثلة في شخص وزيرها، دون تدقيق في مستوى الحدث نفسه، فقد كان يفترض أن يطرح السؤال الأساسي حول قيمة هذا المتحف وما يتضمنه فعلاً.

من ينظر إلى الصور التي يتضمنها "المتحف" لا يعرف ماذا يمكن أن يطلق عليه، فهو لا يصلح أرشيفاً للصور إن لم يكن مقونناً، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يطلق عليه متحف. حيث أن الصور المعروضة لمثقفين وكتاب من الأردن والبلدان العربية ومن العالم، ليست نادرة أو خاصة بـ "المتحف" بل إنها مما يتوفر على الشبكة العنكبوتية، وبعضها مما يضعه أصحابها على حساباتهم في فيسبوك وتويتر.

في إحدى تصريحاتها للصحف المحلية تقول رئيسة بيت الثقافة والفنون هناء البواب إن المتحف يتضمن مجموعة من الصور لأهم الكتاب والفنانين العرب والعالميين "لتخليدهم والتعريف بهم بوضع اسم وبلد كل منهم".

يتضمن "المعرض" ثلاثمئة صورة بالأبيض والأسود، لكتاب أردنيين أحياء بعضهم مكرَّس بسبب الحضور الشخصي وليس في مستوى نظرائه العرب، والصورة الأشهر لتيسير السبول وأخرى لمؤنس الرزاز وغالب هلسا، ومن الكتّاب العرب سنجد إبراهيم أصلان وحسين البرغوثي وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وآخرين، ومن الفنانين والكتّاب العالميين توضع صورة سليفادور دالي (طبعاً لا فكرة لدى القائمين على المبادرة حول رسومه المؤيدة للصهيونية التي نشط في رسمها بعد عام 1967) وأندريه بريتون وأندريه جيد وفرجينيا وولف.

لا نعرف كيف جرى تصنيف الكتّاب وعلى أي أساس وقع الاختيار على هؤلاء بالتحديد، وما الذي يجمعهم إذا أخذنا بالاعتبار اختلاف مستوياتهم ومرجعياتهم وما قدموه للفن والأدب العالميين، لكن لا شك أن ضرباً من السريالية قد يكون القاسم المشترك بينهم، وعشوائية إقامة أي نشاط ثقافي في عمّان تحت مسميات كبيرة وبهرجة رسمية. لا شك أن وجود صور عدد كبير من الفنانين والكتاب العرب والعالميين في مكان واحد أمر مبهج، ولكن هل يجعل هذا الأمر من هذه الصور مادة لمتحف؟

في عصر الصورة وحقوقها، وفي ظل وجود أرشيف ضخم منها على الشبكة العنكبوتية اقتضى وضع حقوق لنشرها واستخدامها، نسأل هل هذه الصور مثلاً هي الأصلية أم نسخ عنها؟ هل جرى طباعتها ونشرها بعد الحصول على حقوق نشرها من وكلائها؟ هل هي حالة اعتباطية من تجميع الصور من الإنترنت وطباعتها، أم أنها عملية منظمة وممنهجة ومصنفة ومقوننة؟

البواب تجيب على تساؤل "العربي الجديد" مؤكدة إن كل الصور حصلت على حقوق إما من أصحابها مباشرة أو من ورثتهم، وهذا يتضمن الكتاب والفنانين العالميين الراحلين من دالي وولف وحتى بريتون وغيرهم، ما جعلنا نسأل عن كلفة تنفيذ فكرة المتحف ومدتها، لتقول البواب إنها خمسة آلاف دينار، وإن إنجاز الفكرة استغرق خمسة أشهر.

المساهمون