هموم شعرية: مع وداد نبي

08 يوليو 2019
(وداد نبي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته، ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته.


‎■ من هو قارئك؟ وهل تعتبرين نفسك شاعرةً مقروءة؟
- قرّائي هم أصدقائي، زوجي وبعض أفراد عائلتي أوّلاً، ثم يأتي أشخاص آخرون تعرّفت إليهم بالصدفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي... أشخاص من أمكنة وهويات مختلفة، ولا أعتبر نفسي شاعرة مقروءة، إنما لدي بعض النصوص الشعرية المقروءة بشكل جيّد جدّاً، وهذا يمكن أن يكون عزاءً ما في عالمٍ لم يعد للشِعر فيه مكانٌ تحت الضوء.


‎■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلمين به لشعرك؟
- ليس لدي ناشر، وعانيتُ كثيراً حتى طبعت كتابي الشعري، في العالم العربي لا وجود لثقافة النشر وتقاليده... هناك محالّ ومتاجر بقالة لا دور نشر. وحين تراسل ناشراً من أجل طباعة ديوان شعري تشعر بأنك تتسوّل. أحلم أن يكون لديَّ ناشر يؤمن بما أكتبهُ ويؤمن، قبل كل شيء، بالشِعر وضرورته لمواجهة بشاعة هذا الواقع ورداءته.


‎■ كيف تنظرين إلى النشر في المجلّات والجرائد والمواقع؟
‎- النشر ضروري لتُقرأ، لتمنح نصّك حياة ثانية خارج عالمك، أن تنشر فهذا يعني أنك لم تصبح عدمياً ويائساً بعد، وما زلت تؤمن أنَّ عبارةً في نصّك ربما تجعل نهار شخصٍ ما لا تعرفهُ أجمل وأقلّ ألماً؛ فالأشياء الصغيرة هي التي تُحدث فرقاً.


‎■ هل تنشرين شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترين تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممّن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- قبل سنوات، كنت أنشر بشكل مستمر. لاحظت بعد ذلك، أن استسهال النشر يجعل المرء يستسهل الكتابة أيضاً، بالإضافة للوقوع تحت سطوة ذائقة الجمهور/ القرّاء، فيفقد النصُّ مرحلة مهمّةً كان يمكن أن يمرّ بها ويصبح أفضل، أقصد مرحلة المراجعة وإعادة الكتابة، ناهيك عن السرقات الأدبية التي تحدث هناك. لذا، أنا اليوم أكثر ميلاً لعدم النشر إلّا في ما ندر.


‎■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- الشعراء أنفسهم وقلّة قليلة تؤمن أن الجمال الذي في الشِعر يمكنهُ أن ينقذ العالم من القبح، أن يجعل شخصين غريبين يلتقيان في مدينة غريبة كصديقين قديمين بفضل قصيدة.


‎■ هل توافقين على أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر قراءة من الشعر العربي، ولماذا؟
- نعم، لسببين: الأوّل، لأنَّ القصيدة المترجمة مكتوبة بلغة بسيطة، بعيدة عن خطابية اللغة ومجازاتها الكثيرة التي في الشعر العربي اليوم... تتحدّث عن آلام شخصية حقيقية، وتفاصيل بسيطة تخصّ كل فرد في هذا العالم. السبب الثاني هو التسويق الذي يساهم في تكوين صورة نمطية عن أن كل ما يأتي إلينا من الآخر هو أفضل ممّا لدينا. إنه نوع من الشعور بالنقص تجاه الآخر.


‎■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
‎- مزاياهُ موسيقاه ومرونة وقوّة الخيال في اللغة. أمّا ضعفه فاللغة الشعاراتية والخطابية وعدم وجود حركة نقدية ترافقه، ما ساهم كثيراً في تراجعه.


‎■ شاعر عربي تعتقدين أن من المهم استعادته الآن؟
- الصعاليك، أعتقد أن المواضيع والصراعات التي تناولوها في كتاباتهم لا تزال طازجة حتى اليوم.


■ ما الذي تتمنّينه للشعر العربي؟
‎- أن يتخلّص من كل مدّعي الشعر، وأن يحقّق الحضور الذي يستحقّهُ في المشهد الشعري العالمي.


بطاقة
وداد نبي، كاتبة وشاعرة سورية كردية، مقيمة في برلين. صدر لها: "ظهيرة حب، ظهيرة حرب" عن "دار كوبيا" في حلب (2013)، و"الموت كما لو كان خردة" عن "بيت المواطنة" في بيروت (2016)، و"قبل الثلاثين بقليل" الذي تُرجم إلى اللغة الألمانية (دار سوجيت/ 2019). ترجم عدد من كتاباتها إلى لغات أجنبية مختلفة؛ كالإيطالية والألمانية والإنكليزية والفرنسية والتركية والإسبانية.

دلالات
المساهمون