"الشارقة - اليونسكو": الخط العربي شرقاً وغرباً

07 مارس 2017
(جدارية لـ إل سيد في العاصمة التونسية، 2011)
+ الخط -

تجمع بينهما اشتغالات على تطوير الخط العربي من زاويتين مختلفتين، قبل أن يتناصفا "جائزة الشارقة للثقافة العربية – اليونسكو"، أمس الإثنين، والتي تقدّر قيمتها بستين ألف دولار أميركي تُمنح في حفل تقيمه المنظّمة في مقرّها الشهر المقبل.

الجائزة ذهبت في دورتها الرابعة عشرة للفنانة والباحثة المصرية بهية شهاب، بينما نالها في فرع الشخصية غير العربية لفنان الغرافيتي الفرنسي التونسي، فوزي خليفي المعروف بـ"إل سيد".

شهاب التي قدمت إلى البحث والفن من الأكاديميا، تناولت في أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه تاريخ الخط الكوفي في العهد الفاطمي، مبيّنة دلالات استخدام الحرف وفق اختلاف دلالاته وأهدافه السياسية والاجتماعية والثقافية في ذلك العصر، بالاعتماد على نماذج حيّة منقوشة على مبانٍ تراثية في القاهرة.

في موسوعة الخط العربي التي تعدّها الباحثة المصرية، تدرس أكثر من 500 تشكيل ضمن أنواع الخطوط العربية تاريخياً، عبر استعمالاته في نسخ القرآن، وتدوين المعارف، وضمن الفنون الإسلامية التي تشمل الخزف والعمارة والزخرفة والرسوم.

أما الفنان إل السيد الذي لم يُعرف باسمه الحقيقي قبل نيله الجائزة، فإنه يعمل منذ سنوات على فن الكاليغرافيتي الذي يمزج بين الفن الحروفي والغرافيتي، وقد اختار اسمه الفني منذ أن كان في السادسة عشرة، مستوحى من شخصية في مسرحية "إل سيد" (1636) للفرنسي بيار كورنييه.

أقام خليفي عشرات المعارض والجداريات خلال العقد الأخير في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والبرازيل وأستراليا وتونس وقطر والإمارات والجزائر، استمدّ مضامينها من آيات قرآنية وأشعار وأمثال عربية تعكس روح التسامح والتعايش في الحضارة الإسلامية.

وكان ممثل الإمارات في اليونسكو قد أعلن أن "الجائزة تدعم أصوات الاعتدال ونبذ العنف في ظلّ التصاعد الملفت للتطرّف في كثير من البلدان".

يُذكر أن الجائزة أُنشئت في 1998 بمبادرة من حكومة الشارقة، وتُمنح تقديراً لأفراد أو مؤسسات أو جماعات تسهم أعمالهم الفكرية أو الفنية أو الترويجية في تنمية الثقافة العربية ونشرها في العالم.

دلالات
المساهمون