"إحياء الأندلس في تاريخ الموحدين": صور متقابلة

12 سبتمبر 2019
(قصر الحمراء من الداخل، تصوير: ديفيد سونس)
+ الخط -
لعب الموحدون دوراً بارزاً في توحيد المغرب والأندلس في لحظة تاريخية عصيبة، حيث امتدّ حكمهم بين عاميْ 1121 و 1269 ميلادي، وإلى جانب قوتهم التي فرضوها في البر والبحر، تميّز عندهم بالاهتمام الكبير بالأدب والفنون والعلوم وتطوّر العمران.

يقف الباحثون عند عمق الأيديولوجيا الفكرية التي قامت عليها دولتهم، متكئة على أفكار بن تومرت الذي وضع العديد من المؤلّفات حول التربية والأخلاق والفقه وعلم الكلام، واتخذ موقفاً وسطياً واضحاً بين المعتزلة والأشاعرة حيث تجمّع حول الأنصار حتى استطاع إسقاط دولة المرابطين.

"إحياء الأندلس في تاريخ الموحدين" عنوان المحاضرة التي تلقيها الباحثة الأميركية إيما سنودن عند الخامسة من مساء الأربعاء المقبل، الثامن عشر من الشهر الجاري، في مقر "اللجنة المغربية الأميركية للتبادل التربوي والثقافي" في الرباط، بتنظيم من "مؤسسة فولبرايت".

تعود المحاضِرة إلى فكرة أساسية بأن "الاستيلاء السريع على شمال إفريقيا والأندلس من قبل الموحدين في القرن الثاني عشر يشار إليه على أنه "ثورة" من قبل بعض العلماء، وهي وجهة نظر غالباً ما تنعكس في نصوص القرون الوسطى من الخلافة"، بحسب بيان المنظّمين.

وتلفت سنودن إلى أن الموحدين سعوا إلى تمييز أنفسهم عن سلالة المرابطين التي سبقتهم في الحكم، من خلال فرض مكانة واحترام لسلطتهم تصل حدود القداسة، وشن حروب ضد كل من عارضهم من مسلمين وغير مسلمين على حد سواء.

تناقش أيضاً وجودهم في الأندلس التي استعادوها بعد ضعف ساد العديد من مناطقها، من خلال المقارنة بين كتابات المؤرخين المسلمين في عهدهم، وبين الكتابات الإسبانية التي تناولت دور المغاربة والمسلمين خصوصاً في شبه الجزيرة الإيبرية، وأفاضت في تغليب صورة القتل والتدمير على أي شأن آخر.

تختتم سنودن محاضرتها بالحديث عن صورة كلّ طرف لدى الآخر، وكيفية تشكّل المخيال الأدبي التاريخي عندهما، والذي يعبّر عن صراع حول السلطة في مكان واحد، خاصة أن الموحدين استطاعوا ضمّ معظم بلاد الأندلس الإسلامية، التي كانت في أملاك المرابطين، وأضاف إليها مناطق جديدة.

دلالات
المساهمون