من خلال تنويعات مختلفة ما بين التجهيزات متعدّدة الأشكال والوثائقيات المفارقة والأفلام النسوية والمتحركة والسياسية والروائية، يؤسّس المعرض لمدونة بديلة تضمّ تجارب الفنانين الذي تحدّوا المدونة التقليدية للسينما في سويسرا.
يتحوّل فضاء المعرض إلى صندوق أسود كبير، فيه يجري عرض 21 فيلماً على شاشات مختلفة في أحجامها وارتفاعها وأشكالها، ثمة شاشات تقليدية وأخرى رقمية. وفي منتصف هذه الأفلام التي تدور في وقت واحد تجهيز ضخم بالصوت والصورة، حيث يمكن للمتلقي أن يختبر خفايا تاريخ هذا الفن الجديد.
منذ أكثر من خمسة أعوام والفنانون القيّمون على المعرض فرانسوا بوفييه وبالتازار لوفاي وأدينا ماي وفريد ترونييه وتوماس شاريه يجمعون مادة هذا المعرض ويحقّقون في تجربة السينما التجريبية وتاريخها وتحوّلاتها منذ الستينيات وحتى اليوم، إلى أن تمكنوا من رسم خريطتها وهذا المعرض بمثابة تجسيد لها.
المعرض في أصله يتضمّن كمية أكبر من 21 فيلماً (المتاحين في "مدرار") فقد اشتغل الفنانون على ما يقارب السبعين عملاً، بين فيلم وفيديو وتجهيز على مدار نصف قرن، لا سيما وأن معظم المخرجين الذين تحضر أفلامهم اختبروا السينما التجريبية في بداياتهم ثم انصرفوا إلى شكل آخر إما في سينما وثائقية وروائية أو حتى عادوا إلى السينما التقليدية، أو انتقلوا إلى أي مجال من الفن المعاصر، من هؤلاء جان لوك غودار وأندريه ليهمان، وأورس برايتشتاين، وإيسا هيسه-رابينوفيتش، وإيفا وجيدو هاس، وجورج بريشت، وفيرونيك جويل.
يرسم "انهيار الفيلم" الخطوط العريضة للخطابات المتعدّدة ووجهات النظر المختلفة التي تتمخض عن هذه الإنتاجات الفيلمية. كما يُقدِّمْ المعرض تجربة معايشة للفعاليات السينمائية الاحتفالية الموسعة التي كانت تقام في ستينيات القرن الماضي، حيث كانت تعرض الأفلام بشكل جماعيَ أثناء الحفلات الموسيقية أو العروض، بعيداً عن اشتراطات السينما الكلاسيكية في طريقة عرض الأفلام.
إلى جانب الافتتاح في مدرار بحضور القيمين، يقدّم فرانسوا بوفييه وأدينا ماي أفلاماً للمخرجين روبرت بيفرز وغريغوري ماركوبولوس في نادي "سيماتك" عند السابعة من مساء الجمعة، التاسع من الشهر الجاري.
كما ينظّم "مدرار" لقاء مفتوحاً مع الفنان أورس برايتنشتاين يعرض فيه مجموعة مختارة من أفلامه وأفلام لفيرنر فون فوتزينبيشر وأندريه ليمان مساء السبت العاشر من الشهر الجاري. أما ختام المعرض فسيكون مساء 15 مارس/ آذار المقبل مع عرض خاص لفيلم "جيشيشته دير ناخت" (1978)، بحضور مخرجه كليمنس كلوبفينشتاين.