رحيل زهير إحدادن.. ذاكرة خمسة قرون جزائرية

22 يناير 2018
(1927 - 2018)
+ الخط -
تركّزت اهتمامات الأكاديمي والباحث الجزائري زهير إحدادن (1927 – 2018) الذي رحل أوّل أمس السبت في الجزائر العاصمة، على التاريخ المعاصر والحديث لبلاده وبلدان المغرب العربي عموماً، خلال أكثر من نصف قرن أمضاها في التدريس الجامعي والبحث العلمي.

ولد الراحل في منطقة سيدي عيش قرب مدينة بجاية، ودرس اللغة العربية في "جامعة الجزائر"، وكان قد انخرط باكراً في المقاومة ضد الاستعمار القرنسي وهو لا يزال يعمل معلماً في إحدى المدارس، حيث اعتقل ثم نفي إلى وهران ليعاد القبض عليه مرة ثانية قبل أن يهرب من السجن.

تتقّل احدادن بين المدن والقرى الجزائرية، قبل أن يغادر متوجّهاً إلى تونس والمغرب حيث واصل العمل السياسي في صفوف "حزب الشعب" إلى جانب عمله محرّراً في صحيفة "المجاهد" التي كانت تصدر من مدينة تطوان المغربية آنذاك، حتى رجع إلى الجزائر بعد الاستقلال عام 1962، وأعلن انسحابه من العمل السياسي بسبب الخلافات بين الثوّار بعد توليهم الحكم.

ساهم في "المدرسة العليا للأساتذة"، ثم عمل في وزارة الثقافة مدة خمس سنوات، وشارك في تأسيس عدد من الصحف، ثم سافر إلى فرنسا ونال منها درجة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 1976، ليعود إلى "الجامعة الجزائرية"، ويدرّس في كلية الإعلام أكثر من عقدين ليتفرّغ بعد ذلك للبحث والتأليف.

وضع إحدادن جملة مؤلّفات؛ من بينها: "مدخل الى علوم الإعلام والاتصال"، و"شخصيات ومواقف تاريخية"، و"الصحافة الإسلامية الجزائرية من بدايتها إلى سنة 1930"، و"الصحافة المكتوبة في الجزائر من 1965 إلى 1982"، و"المختصر في تاريخ الثورة الجزائرية 1954-1962"، وكان يعدّ لنشر مذكراته بعنوان "مسار مناضل" حيث ستصدر قريباً.

كتابه الأبرز كان "التاريخ المستقل للمغرب: الجزائر من 1510 – 1962"، وهو دراسة مقارنة لكتب المؤرخين حول الجزائر، يصحّح من خلاله العديد من المغالطات التي تتعلّق بنشوء كيانات سياسية مستقلّة خلال خمسة قرون، كما يفنّد العديد من الآراء التي صاغها الاستعمار حول الشعب الجزائري وهويته.

المساهمون