عبد الله القصار.. توثيق مفردات البحر

25 ديسمبر 2017
(من المعرض)
+ الخط -
تحضر تجربة الفنان الكويتي عبد الله القصار (1941 – 2003) باعتباره أحد المنتمين إلى جيل ثانٍ درس التشكيل في جامعات عربية وأجنبية بعد أن كانت مساهمات من سبقهم أقرب إلى الفطرية في التعبير، وقد غلبت على تلك المرحلة تيارات واقعية التفتت إلى رسم الطبيعة ومشاهد الحياة اليومية.

في معرضه الاستعادي الذي افتتح عند السابعة من مساء اليوم الإثنين في "قاعة الفنون" في الكويت، بتنظيم من "المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب"، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، تبرز اختلاف تجربة الفنان الراحل عبر توظيفه لقصص وأساطير من التراثين المصري والخليجي.

درس القصّار فن التصوير والرسم في "كلية الفنون الجميلة" في القاهرة وتخرّج منها عام 1962، حيث ذهبت أعماله الأولى في ستينيات القرن الماضي إلى تناول القرية المصرية في مناظرها الطبيعية ونمط العيش الريفي، وحضرت موضوعات المرأة في العديد منها، وكذلك الطقوس التي تعود إلى الحضارة الفرعونية.

في فترة لاحقة، ابتدأ القصار في تصوير البيئة الكويتية في بيوتها القديمة وبواباتها ومراكب الصيد وأسواقها ومحلاتها التجارية، والمقاهي على البحر والعادات والتقاليد والأشغال المرتبطة به إلى جانب جلسات السمر وتدخين الشيشة، والأزياء والحلي وغيرها من مفردات مستمدّة من الواقع.

اهتمّ الفنان بتناول قضايا عربية راهنة كما لوحته "أطفال فلسطين في القرن العشرين" (1988) محاولاً استحضار البطولة الفردية في زمن التخاذل حيث الحجارة كرات تضيء السماء، وقد بدأ منذ مرحلة الثمانينيات استخدام لغة سوريالية ورمزية في معظم أعماله واستمر في ذلك حتى رحيله.

لا تبدو مرحلة التجريب الأخيرة هي الأبرز في مشوار القصار، مقارنة بتجاربه الأولى التي كان توظيف الرمز التراثي فيها مدروساً أكثر، خاصة تلك التي ذهبت إلى أسطرة حياة البحر والصيد بشكل أساسي.

يُذكر أن عبد الله القصار شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية كان آخرها "الفراعنة والضوء" عام 2000، وأقام النصب التجميلي في ساحة الصفاة الكويتية، كما أدار "المرسم الحر" في الكويت منذ عام 1971 وحتى 1982.

دلالات
المساهمون