الحفر مستمر

10 يوليو 2016
(فوكو)
+ الخط -

"حفريات المعرفة" و"الكلمات والأشياء" و"تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" و"ولادة العيادة"، كل هذه عناوين تشير إلى شخص محدّد هو المفكّر الفرنسي ميشيل فوكو، وإلى جهده الفكري في دراسة الخطابات التي ينشئها البشر، ويتحوّل هذا الإنشاء بعد ذلك إلى قواعد استناد وتقييم.

لقد توصّل المفكر الفرنسي إلى مفهوم "إنشاء الخطاب" الذي يختلق موضوعاً له وهو يزعم أنه يستكشفه. ومعنى هذا أن الخطاب لا يعني بالضرورة أنه مرآة تعكس واقعاً، أو خريطة دقيقة لتضاريس أرض ما، بقدر ما أنه اختلاق بشري بفعل قوّتين؛ المعرفة والسلطة.

هذا المفكر، وخطابه، كانا موضوع عرض وثائقي شيّق على شاشة التلفزيون، إلا أن هذا العرض - وهنا اللافت النظر - لم يكن بهدف تقديم مديح لهذا المفكر أو تجميع أنصار له، فهو رحل عن عالمنا منذ زمن (1984) ولم يبق منه إلا الآثار التي تركها في مسار الفكر المعاصر؛ أو بهدف تقديم وثيقة من مفكّر أو مفكّر في وثيقة، في سياق ماذا نفعل به، أو كيف نراه الآن.

جاء العرض الوثائقي لــ "يحفر" من جانبه في حياة وفكر صاحب "الحفريات" بمفاهيم جاءت بعده. أي أن مقدّمي هذا العرض يجدون لـ ميشيل فوكو مكاناً، فيدخل في الهواء الشائع والحوار والجدل كأنه ما زال بيننا.


المساهمون