الأردن: بدائل لمواجهة تعليق الفعاليات الثقافية

19 مارس 2020
(أحد شوارع مدينة عمّان أمس، تصوير: نادر الداود)
+ الخط -

مع تتالي البيانات التي تطلقها مؤسسات ثقافية رسمية وأهلية في مختلف أنحاء العالم العربي لتعليق فعالياتها وأنشطتها حتى إشعار آخر، أعلنت بعضها تصوّرات لتقديم خدماتها والمحتوى الذي تطرحه عبر وسائط رقمية، ومنها تنظيم جولات افتراضية للمتاحف وصالات العرض الفنية، أو بثّ عروض موسيقية مسجّلة عوض الحفلات التي تمّ إلغاؤها.

أردنياً، أُرجئت معظم أنشطة القطاع الثقافي حتى إشعار آخر منذ بداية الأسبوع الجاري، قبل أن يصدر وزير الثقافة باسم الطويسي، أول أمس الثلاثاء، قراراً بـ "تشكيل لجنة التثقيف والتوعية في مواجهة وباء كورونا المستجد بهدف رفع الروح الوطنية لدى المواطنين والالتفاف حول هدف واحد، وزيادة الثقة العامة ومساندة الفريق الحكومي المكلف بالمتابعة الإعلامية والتوعية".

لم يتطرّق البيان إلى أية مقترحات من شأنها تعويض المتابعين للثقافة والفنون عن غياب المحاضرات وعروض الأفلام والمسرحيات وورش العمل التي تأجلّت في المنظور القريب، وربما يمدّد تعلقيها لفترة أطول، حيث أشار إلى أن "عمل اللجنة سيكون تنظيم حملة توعية وتثقيف تركز على التعبئة والتوعية بأهمية التباعد الاجتماعي من خلال المحتوى التوعوي والتثقيفي الذي يعدل في سلوك الأفراد نحو الابتعاد عن التجمع والتقارب مثل الزيارات".

وختم الوزير بالقول إن "الحملة تسعى إلى نشر الوعي بالنظافة الشخصية والنظافة في محيط الأسرة والبيت؛ لأن ذلك خط الدفاع الأول لمنع انتشار الفيروس، وطرق رفع المناعة لدى المواطنين من خلال تعريفهم بمصادر تقوية المناعة المتعددة".

في حديثه إلى "العربي الجديد"، قال الروائي والناشر إلياس فركوح: "لا شك أن الفكرة بناءة وتصبو نحو مشاركة المثقف أو الفنان في توعية المجتمع والأفراد لأخذ الحيطة والحذر، ومن أجل تعميم ما لدى المثقف من أفكار أو نصوص يمكنه أن يقدمها خلال عزلته في بيته".

وأوضح أنه "إذا كانت الوزارة قد أطلقت دعوتها هذه، فإن الدور المأمول من المثقف أن يفنّد المغالطات التي قد يتداولها الناس حول فيروس كورونا، وتشويه البعض للحقائق وبثّ تحليلات تعتمد نظرية المؤامرة أو تسخر من الواقع، والتي من شأنها أن تعيق مكافحة الوباء والتخلّص منه".

أما أستاذ اللغة والنحو في "جامعة فيلادلفيا" والباحث يوسف ربابعة، فاقترح "تنظيم ندوات عبر وسائط التواصل الاجتماعي، تتعلّق بالثقافة الصحية وتأثير الأوبئة على التجتمعات والتغييرات المحتملة اجتماعياً وثقافياً وتغيير أدوار المؤسسة الثقافية التقليدية، وبمكن أن تبثّ بشكل مباشر وحيّ، بديلاً عن تعليق الفعاليات، خاصة أن أمد الأزمة قد يطول، ويفترض التفكير ببدائل".

وأشار إلى أهمية التنسيق بين المؤسسات والهيئات الثقافية البارزة لتقديم برنامج متكامل تتوزّع تنظيم الفاليات بينها، بحيث يتم تبث نفس الفعالية على جميع منصاتها الإلكترونية"، مبينّاً أنه سيطرح بصفته رئيس تحرير مجلة "أفكار" التي تصدرها وزارة الثقافة، تصوراً حول إقامة ندوة افتراضية أسبوعياً تستضيف أحد كتّاب كلّ عدد من أعدادها الشهري، وعقد نقاش مفتوح مع الجمهور حول مقاله.




المساهمون