هيلدا حياري... أوهام المرأة "قطعة.. قطعة"

13 سبتمبر 2018
(من المعرض)
+ الخط -
بدأت الفنانة التشكيلية الأردنية هيلدا حياري (1969) منذ معارضها الأولى تقديم لوحة تجريدية مبنية بأسلوبها الخاص في توظيف اللون الذي يتراكم طبقات فوق طبقات في إيقاع ومزاج حادّين يبرزان تفاعلاً حاراً مع الأحداث أو المضامين التي تتناولها في الواقع.

سارت الفنانة غلى اشتباك أكثر مع قضايا راهنة في السنوات الأخيرة، في مقدّمتها العنف الدائر في أكثر من بلد عربي، وتناول هذه الحرب باعتباره صناعة ذكورية بامتياز تمارس قمعها على المجتمع والمرأة فيه خاصة، ليبدو العمل وثيقة حول الحدث بشكل أو بآخر بعد أن كان مناخاتها السابقة أقرب إلى تساؤلات وجودية من دون أطر أو محدّدات.

افتتح مساء الرابع من الشهر الجاري في "غاليري المشرق" في عمّان معرضها بعنوان "قطعة.. قطعة" والذي يتواصل حتى السابع والعشرين من الشهر نفسه، حيث تواصل تناولها لشخصيات نسائية باعتبارهن "مدن قُسِّمَت قطعة قطعة.. وما زلن يعشن وهم التماسك"، بحسب وصف الفنانة.

من هنا، تنطلق القكرة الأساسية لمجموعتها الجديدة التي تساوي فيها حياري بين المدن العربية التي تتراجع مدنيتها وتنهار قيم الحداثة فيها وتفقد إنسانيتهاوبين المرأة التي تبعثر جسدها وكيانها وهمّشت أدوارها لكنها تعتقد واهمة أن شيئاً لم يتغيّر.

إنها إحدى ثمرات الحروب والدمار الذي حلّ في العالم العربي، والذي دأبت الفنانة على رصدها في الفترة الأخيرة، متناولة في بعضها البصرية حالات متعدّدة أو يمكن تأويلاتها في أكثر من مستوى؛ حيث المرأة تظهر في بعض أعمالها تنشد البهجة والفرح رغم تعاظم المأساة عبر إبراز زينتها وأناقتها، أو تشظى ملامح وجهها في أعمال أخرى وتظهر عليها ندوب الزمن وأثره.

لا تغيب تلك العوالم الفانتازية في لوحات تحضر فيها الطيور والفراشات والأسماك توحي بغرائبية المشهد، أو كائنات غريبة الملامح تحط على رأس امرأة فيما امرأة في جوارها تنظر إلى يدها وهي تتملكها الدهشة أو الاستغراب، كما تحضر الأشجارة عارية أو مكسوّة بأوراقها التي تحترق كأنها تحيل إلى ما تعبث به هذه الصراعات الدموية.

دلالات
المساهمون