تتواصل الدعوات والمبادرات للإسراع في جمع المخطوطات الجزائرية وتوثيقها وتصنيفها رقمياً، فرغم إحصاء عشرات الآلاف منها في التصوّف والفقه واللغة والفلك والتاريخ والطب إلا أن الكثير منها لا يزال مجهول المكان إذ تتوزّع كثير منها على خزائن الزوايا الصوفية، ولدى كثير من العائلات في مختلف أنحاء البلاد، والحال شبيهة في بقية البلاد العربية.
في هذا السياق، انطلقت عند الثامنة والنصف من صباح اليوم في "جامعة أحمد الدراية" في ولاية أدرار الجزائرية فعاليات الدورة الرابعة من "الملتقى الدولي للمخطوط" الذي يتواصل حتى يوم غدٍ الأربعاء، بتنظيم من "مخبر المخطوطات الجزائرية في أفريقيا"، بمشاركة سبعين باحثاً.
يبدو لافتاً أن معظم الأوراق التي يقدّمها الباحثون من الجامعة الجزائرية في الملتقى هي خلاصة تحقيقهم لمخطوطات تنتشر في مكتبات وخزائن مناطق مختلفة في الجزائر مثل تمنراست وبسكرة وغرداية وتيارت إضافة إلى أدرار التي تحتضن الجزء الأكبر من هذه المخطوطات.
يشتمل الملتقى على سبعة محاور، كجديد البحث والدراسة في مجال المخطوط، وجرد وفهرسة المخطوطات العربية عامة والمخطوطات الجزائرية خاصة، وتحقيق ودراسة المخطوطات العربية، وصيانة ورقمنة المخطوطات، واستعمال وتطوير الخطوط العربية، والحماية القانونية للمخطوط، وصناعة الورق وكافة أوعية المخطوط وأدوات كتابته وقراءته.
من الورقات التي ستقدّم: "تحقيق النص التراثي المخطوط بين المنهج والاجتهاد" لـ حسن محمد نور من مصر، و"صناعة المداد وأدواته في العراق من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر للهجرة" لـ مازن الأعرجي من العراق، "المخطوطات العربية في المكتبات والخزائن الفلسطينية" لـ يوسف شحادة من فلسطين، و"تجاليد ثلاث عينات من المخطوطات الجفصية" لـ خلود الدرويش من تونس، "نحو رقمنة الكوديكولوجيا: راهن التمثيل الرقمي للمادة مومستقبله" لـ عائشة لروي من الجزائر.
إلى جانب ورقة بعنوان "من المخطوطات الجزائرية المحفوظة في جامعة الشيخ انتا جوب في دكار" لـ جهم دراسي من السنغال، و"المخطوطات العربية، تحقيقها في عصر الكومبيوتر" لـ يحيى سليمان من نيجريا، و"من جديد التحقيق في المكتبات العالمية، مخطوط كتاب التفاحة في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي" لـ نجمة بالو من الباكستان، و"المخطوطات العربية الإسلامية وحمايتها قانونياً في غرب أفريقيا" لـ أبو بكر نوري من النيجر.