"كأننا أمام ثقب أسود كل شيء فيه قابل للانتقال"، يقول بيان المعرض الذي يضمّ مجموعته "إمبراطورية بيروت" في غاليري "جنين ربيز" في العاصمة اللبنانية، حيث ينطلق عند الخامسة من مساء الأربعاء المقبل.
لا يشتغل سارغولوغو على بيروت الحاضر أبداً، إنه يفضلها في زمن آخر، بعيداً عن مجموعة من الاحتمالات الهشّة التي تعيشها المدينة، يفضل الزمن الثابت الذي ابتعد عن أن يكون احتمالاً.
رغم ذلك يلعب مع الماضي لعبة الشعرية والتكرار، يتصرّف مع الصور القديمة كأنها قطع لوغو قابلة للفك والتركيب من جديد، كأنه عود أبدي في الزمن، مع بعض الرتوش.
يمكن وصف العالم الفوتوغرافي لدى المصوّر اللبناني بأنه عالم غنائي، واقعي لكنه غريب الأطوار، إنه يبحث عن لغة غير محكية في المنفى، لكنها تقرّبه من وطنه الأم.
في حاجة دائمة ليرى نفسه يشتغل في عالمه الأصلي، تبدو صور سارغولوغو وكأنها حياة ساكنة يحاول أن يعطيها دينامية بسيطة.
كلّ أعمال المجموعة هي مشاهد غامضة كأنها صور من فيلم قديم، لكننا نميز البحر والجبل، ونميز البيت البيروتي الضخم وفقه رجل "أكروبات" يمشي على حبل معلّق في الأفق.
يستخدم سارغولوغو تقنية خاصة عند الاشتغال على الصور القديمة، وهي قائمة على تشظيه الصورة وإذابة بعض تفاصيلها وإبراز أخرى، وذلك من خلال إضافة طبقة رقيقة على الصور الأصل، ورقة بلاستيكية خفيفة حساسة إلى مادة الصورة وتسبّب هذا التغيير فيها.
يشتغل فرانسوا سارغولوغو دائماً على الماضي ومظاهر الهوية وأسئلتها المختلفة، وعلاقتها بالمنفى، والقضايا الاجتماعية التي تخص مسقط رأسه بيروت.
أما تقنياته وأساليبه فعادة ما تجمع الفوتوغراف بالنصوص والمواد الأرشيفية، ويشتغل على ذاكرته الخاصة وأرشيفه بالعلاقة مع الذاكرة العامة.