حسن فتحي.. نقاش معماري دائم حول الفقراء

29 يناير 2020
(حسن فتحي)
+ الخط -

لا يزال المال والجشع يقود إلى مزيد من الفصام بين المعمار وجذوره الحقيقية في الطبيعة، كما قال المعماري المصري حسن فتحي (1900 - 1989) ذات مرّة، وهو الذي حاول مقاومة هذا الواقع ضمن أكثر من مشروع في سياق بحثه عن حداثة تعكس الثقافة المصرية والعربية.

"لا يكفي "الفقراء" أن يكون حسن فتحي معهم" عنوان اللقاء والنقاش المفتوح الذي يُقام عند السادسة من مساء غدٍ الخميس في "وكالة بهنا" في الإسكندرية، ويتواصل حتى بعد غدٍ الجمعة بتنظيم من "مدرسة العلوم الإنسانية والاجتماعية" التابعة لـ"الجامعة الأميركية" في العاصمة المصرية، وإشراف الباحثيْن علي حسين العدوي وحسين الحاج.

يشير بيان الفعالية إلى أنه "كثيراً ما تُستخدم كلمات هلامية مثل "الفقراء" و"المهمّشين" و"الغلابة" و"البسطاء" في الخطابات السياسية والأيديولوجية والمنتجات الفنية والثقافية للدلالة على التعاطف مع تلك الفئات، لكنها في حقيقة الأمر تنزع عنها كلّ أهلية وقدرة على التعبير لكي تحتكر تمثيلها نيابة عنها ورغم أنفها بحجة أن منتجي تلك الخطابات والمنتجات أكثر معرفة وأكثر دراية بمصالح تلك الفئات".

ويوضّح أن "الحلقة الدراسية النقاشية تسعى إلى فحص وتأمل وبحث "درس حسن فتحي" بصفته مثقفاً وفناناً أكثر من كونه معمارياً عبقرياً، و"مأزق الحلول الباراشوتية" التي يسقط بها فنان أو فاعل ثقافي كالقدر على الناس زاعماً أنه أتى بالحل السحري دون الالتفات للسياق المعقّد اقتصادياً وثقافياً وجغرافياً الذي يعيشون فيه؛ حيث ازدهرت هذه الحلول مع الحقبة الناصرية لدولة يوليو برغم البيروقراطية، وصولاً إلى سياق المجتمع المدني والجهات المانحة ومؤسّسات وبرامج التوعية والتنمية والصناعات الإبداعية والحرف اليدوية الذي نعمل من خلاله".

يطرح المنظّمون تساؤلاً أساسياً: هل يكفي "الفقراء" الذين يملؤون العالم كلاماً وضجيجاً وتعبيراً، لكننا لا نعرف من هم ولا نعرف عنهم شيئاً أن يكون حسن فتحي أو أيّ أحد أو هيئة" معهم؟

يتضمّن البرنامج قراءات في دراسة "صنع الأمة: سياسة التراث في مصر"، من كتاب "دراستان عن التراث والحداثة" للباحث البريطاني تيموثي ميتشل وترجمة بشير السباعي، والتي تتناول الجهود التي مارستها الصفوة الحاكمة من أجل تحقيق هدفها كأمة، ويناقش في هذا السياق دور فتحي وأثره في الفضاء العام.

كما يُعرض فيلم "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" (1978) للمخرج اللبناني برهان علوية الذي وثّق سيرة وتجربة معماريّ الفقراء، وتنظّم قراءات حول رواية "الجبل" للكاتب المصري فتحي غانم التي يتناول فيها مقاومة سكّان أحد الجبال العيش في القرية النموذجية التي بنيت من أجلهم، وحول الفيلم الذي استند إليها وأخرجه خليل شوقي.

المساهمون