إعدادٌ خفيف لصباحٍ جديد

11 اغسطس 2017
دانغ شوان هوا / فييتنام
+ الخط -

أن تفتح عينيك.
أن تتذكر حلماً مبهماً وترى صوراً لا تتحقق منها. تضغط على عقلك، ولا يستجيب. فتزيح الحرام او اللحاف او ما كان من قماش فوقك.
أن تتثاقل كي تقوم.
أن تبحث عن نظاراتك لو كنت من قنوعي البصر المتوهمين بتعويض عنه في امتدادات للبصيرة.
أن تمشي مترنح الحسّ حتى الحمام.
أن تقنع صباحك بوجوب الخبز قبل القهوة.
أن تقنع عقلك بجلي الغلاية.
أن تقنع أصابعك بتنفيذ أمر عقلك.
أن تغسلها وتملؤها بماء قهوتها القادمة.
أن تبحث عن الولاعة.
أن تجدها، في جيب البنطلون أو الحقيبة، فوق طاولة الجلوس أو الحاسوب أو المطبخ.
أن تنجح في اطلاق لهب الغاز.
أن تستغل الوقت لملعقة من عسل، كأس ماء ولقمة مما تيسّر، وإطلالة خاطفة على الأخبار.
أن تواجه المرآة.
أن تنعش أسنانك.
أن تعيد بالماء وجهة وجهك نحو اليوم الجديد.
أن تفحص رسائل الهاتف والجيميل والفيسبوك.
أن تحسب مواقيت غليان قهوتك.
أن تتقوم من مقعدك.
أن تعود الى مطبخك.
أن تصبغ الماء برائحة القهوة.
أن تتلقف انصهارهما. أن تنتظرها.
أن تنتظرها حتى تكون "رائقة" لك وعليك.
أن تحملها برقّة الى شرفة البحر.
(أن تنوّه بأنك تسكن في حارة شعبية وليس فيلا، رغم استحضار الشرفة).
أن تنقطع عن الكتابة بفعل مكالمة او دقة باب او "تشات".
أن تشعل سيجارتك الأولى.
أن تتلقف وقع التبغ على أوتار حنجرتك.
أن تخرج مبتسمًا بعد دقائق طويلة من التأمل البسيط في لاشيء أو كل شيء.
أن تستعيد صورًا من حبّ، قصاصات من صداقات ونتفٍ من محادثات.
أن تقوم تاركا فنجان القهوة على جدار الشرفة.
أن تأخذ منشفتك المرمية على الباب.
أن تمنح جسدك متعة الماء الدافئ.
أن ترتدي أول ما تطاله عيناك.
أن تضع كتابك وقلمك، وربما تفاحة، في حقيبتك.
أن تبدأ بدندنة لحنٍ ما فور إقفالك الباب من الخارج فيما قدماك تلتهمان الدرجات النازلة الى الشارع.
أن تبتسم لأول من تلتقيه على الرصيف.
هنا يمكنك القول: يا له من صباح خفيف على القلب.


* كاتب وشاعر من فلسطين 

المساهمون