"الكعبة المشرفة": أرشيف الصور والكتابات

13 ابريل 2020
(شهادة حج عن "دار مصر للطباعة"/ 1950، من المعرض)
+ الخط -

لا يمثّل الحجّ رمزية دينية فحسب، إنما اكتسب موسمُه على مدار أكثر من أربعة عشر قرناً بعداً سياسياً واقتصادياً من خلال جملة من الأحداث البارزة التي شهدتها مكّة المكرّمة، أو باعتباره ملتقى المسلمين القادمين من أنحاء العالم عبر طرق متعدّدة حملت اسمه، إلى جانب الاهتمام بالحرم من قبل السلطات المتعاقبة.

تتيح "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة على موقعها الإلكتروني محتويات معرض "الكعبة المشرفة" الذي اختتم في بداية تشرين الأول/ أكتوبر، من مخطوطات ووثائق وكتب قديمة ورسومات وصور فوتوغرافية، تصوّر المشهد الحرام على مدار أربعة عشر قرناً، في أقسام عدّة.

يقدّم المعرض توثيقاً تاريخياً للمشهد الحرام منذ ما قبل الإسلام، حيث تمّ تقاسم أركان الكعبة متخذة كل جماعةٍ زاوية تتوجه نحوها تختص بصيانتها، وكان الشعراء يتنافسون لينالوا شرف تعليق قصائدهم على أستار الكعبة رمزا للتفاخر والتباهي بعلو المقام.

منمنمة فارسية، من المعرضمن بين المعروضات، كتبٌ حول أولى الحرمين في التراث الإسلامي، ومنها كتاب "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام: تاريخ مكة المشرفة" لـ قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي (ت. 988هـ / 1538م)، و"الدُرّة المكللة في فتح مكة المُشرَّفة المُبَجلة" لـ محمد بن محمد بن عبد الرحمن البكري، (ت.952هـ /1546م)، إلى جانب مصحف شريف كتابة الخطاط أحمد القرَّة حَصاري (ت. 962 هـ /1555م)، و"شرح القصائد السبع المُعَلَّقات" لمؤلّفه أبو عبد الله الحسين بن أحمد الزَّوْزَني (ت. 486 هـ /1093 م).

كما تُعرض مُنَمْنَمة تُصوِّر الكعبة المشرفة من بلاد فارس تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، ورسم للكعبة وما حولها بألوان مائية على ورق يعود غلى بداية القرن العشرين في تركيا، وصورة التقطها محمد صادق بيك عام 1880، ومنظر علوي للكعبة المشرفة والمسجد الحرام بعد الأمطار وهي طباعة بتقنية جيلاتين الفضة حوالي عام 1920.

إلى جوار ذلك، كتابات الرحّالة الأجانب الذين زاروا مكة ووصفوا الكعبة وطقوس الحج والعمرة بالتفصيل، ومن هذه الكتب "القصة الشخصية للحج إلى المدينة ومكة" (1855) لسير ريتشارد بيرتون، وهو واحد من أوائل المسيحيين الإنكليز الذين زاروا مكة في عام 1853، ويقدم في كتابه وصفاً دقياً للمشاعر المقدسة، بينما يحتوي كتاب "رحلتي إلى مكة" (هاتشيت للنشر، 1896) على صور فوتوغرافية التقطها المؤلف، جان جيرفيه كورتيلمو، وهو من أوائل الذين صوروا معالم مكة المكرمة.

وتُعرض أيضاً شهادات الحج وهي وثائق مكتوبة بشكل بسيط أو قد تحوي صورًا رمزية للمسجد الحرام وغيرها من أماكن الشعائر المقدسة التي زارها الحاج خلال رحلته إلى مكة.

المساهمون