قصائد طيور التم

04 مايو 2018
ضياء حموي/ سورية
+ الخط -

البياضُ
بَابٌ ضَيِّقٌ
إذا دخلتَ
اختفتْ
عنكَ المِرآةْ
فتراكَ
وترى سواكَ
عارييْن كالصباح

للبحرِ حكاياتٌ
مضحكةٌ عنِّي
مرةً وأنا طفلٌ
رشَشْتُ البحرَ
برغوة ماءْ
فاندحر البحرْ
وفي الليلْ
حكيتُ لأمي
عن حربِ حمراءْ
جرتْ في البحرْ

ربّي
ما أكلنا التفاحةَ
لكنَّا
نهبطُ
نهبطُ
يا ربي
امنحْنا أجنحةً
كي نرجعَ
قبل الآنْ

حيرتي
بدأت من يدي
هذه اليدُ
من جسدي
كلما لمحتْ طائراً
رحلتْ
كلما لمستْ وردةً
شهقتْ
كلما شهدت نجمةً
لمعتْ
لستُ أدري
أنا ويدي
هي لي
أم يدي
ليدي؟

سحابةٌ
لو أنها تظلُّني
كنتُ ضحكتُ على الشمسْ
أعلو فوقها
أُظلُّها
من الظلامْ

بلاغة الأشجارْ
في صمتها
المُوشَّى بالأوراقْ
أثناء الليلْ

أحياناً
أصمتُ
وأنا أسمع صوتي
يتكلّمُ
عن أشجارِ أخرى
في غير الأرصْ
يدعوني
أن أرحلَ من صمتي
إليها
هي وارفةٌ دوماً
هي تعلو دوماً
سوف تُؤويني مع الطيرِ
الذي يسكن فيها
وقد تمنحني الريشْ

أخاف
من هسيسِ نملةِِ
أحسبهُ
حفيفَ أفعى
فأفرُّ
خلفَ أفعى
حتى الجُحرْ

فراخُ العندليبْ
تعرف
أنَّ الشجرةْ
سماءْ
وأن فوقها
شجرةٌ زرقاءْ

طيور التمْ
كم تحبُّ
أن تسيحَ في الضفافْ
لأنها تحبُّ
زرقةَ الأسماكْ

أغرابٌ
أنت تصادفهمْ
تعرف أسماءهمْ
تعرف خيباتهمْ
لكن لا تعرفُ
هل همْ أحياءٌ أم أمواتْ

في الحقل
بعض عشبِ
لا يَبذره أحدْ
......
في الورد ذاك
عرسٌ
لا يحضره أحدْ
..
في النهر ذاكَ
سُلَّمُ ضوءِ
لا يصعدهُ أحدْ.
في الحِبر ذاكَ
سر
لا يعرفهُ أحدْ
...
في الكونِ
في اللاكونْ
أحدٌ أحدْ

أحبابٌ ذهبواْ
وأنا أبحث عنهمْ
في الكلماتِ
التي لا تذهبْ

أستيقظُ
في النَّومِ
وليس من النومْ
طول الوقتِ
أحلمُ
حتى في الحربْ

في صورة أخرى
ألقاك
وما زلتَ
في صورتك الأولى
الريح مع الغيمةِ
هي الريحُ
في الزرقـــــــــــةْ

أعشقُ
كل الأشجارْ
حتى تلك التي تتبرعمُ
حتى تلك
التي في بال الشاعرْ

مهر أبيضُ
يخبطُ بي
في الغاباتِ
ولا أدري إلى أينْ؟
حين يصهلُ
أعرفُ أنهُ يقصدُ بي
بستاناً خاصَّاً
تقطنُ فيهِ السوسناتْ
أعرفُ
أنه يقصدُ بي
أنْ يحوِّلني سوسنةً
في البستانْ

لا تكتبْ حرفاً
إلا بالأذنْ
قدْ يشزرُ فيكْ
وتحسبُ
أنه يبسمُ لكْ

لستُ أذكرُ
أن الرياحَ العصيبةَ
هاجتْ عليَّ
سوى مرة واحدةْ
أسقطتني
على الأرضِ
فيها
وكنتُ كبرعم وردةْ

مطر
.....
نساءٌ في السماءْ
يذرفن أنهراً من الدموعِ
ونساءٌ أخرياتْ
ها هنا في الأرضْ
يذرفن أبحراً من الدموعْ
ونحن بينهنَّ
مقبراتٌ
تُشبهُ الرجالْ

دلالات
المساهمون