كرجل فقد أصابع يديه الأربعة في الحرب
لم تحتفظ المدينة سوى بباب واحد من أبوابها الخمسة القديمة
ويُدعى "باب الجْديد"
تلك الأبواب الأسطورية، كما يصفها المرشد السياحيّ
حيث كان يُعلَّق المجرمون كما تُعلَّق الفوانيس في أوّل الليل
وفي شارع "قْطَّاع الرْجل"، كانت تُقطَع أرجل المارّة الذين يخترقون حضر التجوّل في الأوقات الحرجة
"قْطَّاع الرْجل" ليس شارعاً
"قْطَّاع الرْجل" زُقَاق طويل غير مظلم ويفضي إلى البحر
هكذا كان يتحوَّل المتمرِّدون إلى عرائس بحر:
يخترقون حضر التجوّل في الأوقات الحرجة، ويقطعون زُقَاقاً طويلاً غير مظلم يفضي إلى البحر..
اليوم، وقد صار صائغو ذهبها ونحاسها يصنعون "الخامْسَة" بإصبع واحدة
والمرأة التي ترتدي الحايك وتدير ظهرها للجميع ثم تنزل السلالم، هربتْ من اللوحات الرديئة وصارت تتجوّل بحريّة دون أن يرسمها أحد
والبيوت مفتوحة دائماً للغريب
حيث يأخذك الأطفال من يدك، ويصعدون بك إلى السطح بسرعة البرق
كما ترفع الملائكة الشهداء في السماء
إلاّ أنّ المدينة لا تزال تُغلق أبوابها القديمة
وقد تحوّلت الفتحة المبسوطة فوق حروف لغة أهلها، إلى دائرة ضيّقة ومغلقة تماماً
صارت القَصَبَة، قصْبة
والسَماء، سْمَا
والصَبَاح، صْبَاح
والجَديد صار جْديد
* شاعرة جزائرية