"أربيل للكتاب".. مساحة أكبر للكتاب التنويري

13 أكتوبر 2018
(من أجنحة المعرض قبيل الافتتاح)
+ الخط -
بمشاركة 17 بلداً وحضور 300 دار نشر عربية وعدد من دور النشر الأجنبية، يتواصل "معرض أربيل الدولي للكتاب" في عاصمة إقليم كردستان العراق، حتى العشرين من الشهر الجاري، بتنظيم من مؤسسة "المدى" العراقية.

وربما يكون "أربيل للكتاب" من المعارض القليلة في المنطقة التي تفرد مساحة للكتاب الإلكتروني عبر حضور أربع دور نشر متخصّصة بإصدار الكتب الإلكترونية، حيث وفّرت التظاهرة منصّةً مجانية لهذا النوع من الكتب الذي بات شريكاً في مشهد النشر العالمي.

الدورة الثالثة عشرة من المعرض التي انطلقت الأربعاء الماضي كان مقرّراً أن تنطلق في نيسان/ أبريل الماضي؛ موعدِه المحدّد في كل عام. غير أن وقف الطيران إلى العاصمة الكردية لأسباب سياسية تسبّب في تأجيل الدورة بعد أن أُشيعت أخبار عن توقفه، لا سيما بعد أن عُقد "معرض بغداد الدولي للكتاب" هذا العام في الموعد الذي اتخذه معرض "أربيل" سنوياً منذ دورته الأولى، فهل هناك علاقة تنافسية مع معرض بغداد الذي بدا أنه يسترد أنفاسه في الدورة الأخيرة ويستعيد حيويته؟

"العربي الجديد" التقت مدير "معرض أربيل للكتاب"، إيهاب القيسي، الذي يقول "لكل معرض خصوصيته، ومعرض أربيل مستقر منذ 13 عاماً. وحتى حين توقّفت المطارات، حرصنا على ألا نفوّت الدورة هذا العام وأن نقيمها حين يتاح الوقت المناسب".

يضيف: "لا أعتقد أن هناك تنافسٌ بين المعرضَين، بل إن كل واحد يمكن أن يكمّل الآخر، ونحن بحاجة إلى تنسيق أكثر بيننا، لا سيما وأنهما متباعدان زمنياً، ومؤسسة "المدى" (الجهة المنظّمة) مؤسّسة عراقية، ومثلما يهمّها معرض أربيل، تهمّها بغداد والنجف والبصرة، فالتنافس بين المعرضَين إن وُجد فهو بالمعنى الإيجابي وليس السلبي".

ما يميز المعرض هذه السنة، بحسب القيسي هو "التركيز على النوعية وليس الكمية في دور النشر، وسنعمل على أن نقلّل من عدد دور النشر في الدورات المقبلة، مقابل الحرص على أن تكون نخبوية وذات إصدارات نوعية وثقافية وتهتم بالكتاب التنويري".

يكمل القيسي: "نحن مستمرّون في محاربة الكتاب المتطرّف، والتافه، والكتاب الطائفي، ونؤكّد على الكتب الثقافية العميقة، وفي ضوء هذا المعيار نختار دور النشر المشاركة".

بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي والسياسي وأثره على المعرض، يقول المتحدّث: "يكفي أن تدخل إلى موقع المعرض لترى حجم الإقبال المهول فعلاً، الازدحام الكبير جعل التنقّل بين الأجنحة صعباً. وهذا الإقبال لمسناه مترجَماً في المبيعات" التي تشير، وفقاً لتقارير مختلفة، إلى غلبة الإقبال على الكتب الفلسفية".

وعلاوة على عروض الكتب، تنظّم "مؤسسة المدى"، خلال أيام المعارض، قرابة ستّين فعالية مختلفة بين ندوات سياسية أهمّها ندوة حول "آفاق الحاضر العراقي"، ومحاضرات ثقافية وأدبية يشارك فيها مفكّرون وكتّاب وشعراء عرب وعراقيون.

كما تنظّم التظاهرة جلسات توقيع للكتب الصادرة حديثاً، وعدد من الأمسيات الموسيقية والشعرية للشعراء كاظم الحجاج وموفق محمد وإبراهيم البهرزي، إضافة إلى عرض عدد من الأفلام العراقية التي حازت جوائز سابقاً.

المساهمون