"مهرجان فن الملحون": استذكار بلمهدي فرحات

11 يونيو 2019
(من دورة سابقة)
+ الخط -

لا تكاد عروض الملتقيات المتخصّصة في فن الملحون في بلدان المغرب العربي تتمايز عن بعضها؛ حيث تتشابه معظم القصائد التي تؤدّيها الفرق، نظراً لتدوين عدد محدود نسبياً منها منذ القرن الثاني عشر، وعدم تجديد القوالب العروضية.

يبدو الجزء الأهمّ في هذه الملتقيات هو ذلك المتعلّق بتوثيق سيَر شخصيات نقلت واحداً من أقدم الفنون الشعبية المغاربية، والتي امتزجت فيه إيقاعات تراثية تؤدّى على آلة "الطعريجة" مع التراث الموسيقي الأندلسي، حيث استعار آلاته الوترية مثل "السويسي" و"الربابة" الوتريتين.

تنطلق مساء الجمعة المقبل في "ساحة أبرهام مول نيس" وسط مدينة أزمور المغربية (190 كلم جنوبي الرباط) فعاليات الدورة التاسعة من "المهرجان الدولي لفن الملحون" (ملحونيات)، وتتواصل حتى السادس عشر من الشهر الجاري بتنظيم من "الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية" في الجديدة.

تهدف الدورة، التي تُقام تحت شعار "فن الملحون المغربي؛ تراث إنساني لا مادي"، إلى "إدراج هذا الفن ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة "اليونسكو"، باعتباره "ديوان المغاربة" الحاضن لعبقريتهم الفنية وذاكرتهم الثقافية والحضارية والإنسانية"، بحسب بيان المنظّمين.

يشير البيان، أيضاً، إلى "انعقاد ثلاث ورشٍ لإعداد ملفّ الترشيح منذ العام الماضي، ويتأسّس تصوّر الدورة الحالية على إبداع الملحون بكل الخصوصيات المرتبطة به على المستوى الفني والاحتفالي والاجتماعي، وامتداداته، وكلّ الطقوس المرتبطة به إلى شعوب ومجتمعات أخرى، ومحوريته وتأثيره في العديد من الفنون الأدبية والتراثية المغربية وغير المغربية على مستوى الشعري والإيقاعي والنغمي".

تحمل الدورة اسم محمد بلمهدي فرحات الزموري الذي وُلد عام 1912 في مدينة أزمّور، وتلقّى دراسته في جامع المعاشات على يد الفقيه سي محمد بلفيطح، واشتغل بعدها في حرفة الحدادة قبل أن يلتحق بالزاوية الحمدوشية التي كانت تنتسب إليها عائلته، ثم انتقل إلى الزاوية العيساوية، حيث واصل تعلّمه فن الملحون في مدينة سلا التي كانت تشكّل أحد حواضره الرئيسية.

ولا يعدّ بن المهدي شاعراً ومنشداً وحفاّظة وناقداً فحسب، بل إنه ألّف أبرز القصائد في التراثين المغربي والجزائري، وأورث مكانته لابنه سي محمد بن محمد بن المهدي فرحات.

من بين الفرق المشاركة في المهرجان: "مجموعة الطائفة العيساوية" من فاس، و"المجموعة الوطنية لفن الملحون"، و"جوق هواة فن الملحون".

المساهمون