يستوحي الفنان المصري مروان الجمل (1990) أفلامه التحريكية من الملاحم الشهيرة في التاريخ، متأثراً بنمط الزخرفة الإسلامية والرسومات الفرعونية، لكنه كابن لهذا العصر يجد نفسه مشدوداً إلى الرقمية والقصص المصورة والغرافيك.
غير أن التأثير الذي لا يمكن إغفاله هو ظهور أسلوب الرسومات التقليدية اليابانية من حيث الألوان، إضافة إلى تفاصيل الطبيعة من خطوط الجبال وظلال الأشجار والقمر المكتمل، هذه هي مكوّنات الخليط الثقافي الأساسية التي تظهر في سلسلة أفلام التحريك التي أخرجها بعنوان "بيت أخضر".
تُعرض السلسلة حالياً حتى 19 تشرين الأول/ أكتوبر في مركز "مدرار للفن المعاصر" في القاهرة، ويصفها الفنان بأنها "اجتماع يبدو مألوفاً لأشياء غير متجانسة تتحوّل باستمرار وتتطوّر من دون عقبات، حيث تتظاهر الشخصيتان الرئيسيتان بالظهور للعلن كما لو أنهما ليستا من الوافدين الجدد، لا شيء يحيّرهما، يمرّان بأحداث مختلفة مع ابتسامة لا تفارق وجهيهما".
يبدو الجمل كما لو أنه يعيد تصوير قصص التكوين وأساطير الخلق من ثقافات مختلفة، مستعيناً بالفنتازيا بل وبأفلام الخيال العلمي، حيث تظهر في السلسلة شخصيتان رجل وامرأة (آدم وحواء ربما) يهبطان على ظهر كائن غرائبي يمزج بين الحصان والجدي وتفاصيل عجائبية أخرى، على كوكب آخر يتعرّفان على العالم فيه، قبل أن يغادرا مكانهما الأم، نرى شخصية تشبه رسومات الآلهة الإغريقية القديمة متمدّدة في ما يشبه الجنة ومن جسدها تتكون تفاصيل المكان والطبيعة، الأشجار والأزهار العملاقة ذات الألوان المتحوّلة.
رحلة هبوط الإنسانين في هذه الرسومات تشبه كثيراً الرحلات التي يقوم بها السينمائيون في أفلام الخيال العلمي التي يهبط فيها الإنسان على المريخ أو أي كوكب غامض آخر، ويصادف ذلك الوهج الغامض والكائنات العجيبة، بحثاً عن حياة ممكنة في مكان آخر غير كوكب الأرض.
يقول الجمل إن "الشخصيتين الأساسيتين في سلسلة "بيت أخضر" ولدتا بالغتين، تتشاركان منزلاً حيث قمم الجبال في متناول أيديهما، وحيث يقسم البحر الهائج طاولة إفطارهما، أسقفهم مزوّدة بأذرع طويلة تشير أصابعها الى ما هو أعلى من النخيل. تجمعهما رؤيا ويأتيهما مندوب ليرشدهما صعوداً إلى خمسة عوالم".