أثر الجائزة

13 يناير 2015
أليس أوزوولد (تصوير: آندي بارادايس)
+ الخط -

حين وصلت الشاعرة أليس أوزوولد إلى القائمة القصيرة لـ"جائزة تي إس إليوت" عام 2011، كانت قد قدمت عملاً شعرياً بفكرة ولغة مستحقتين لهذا الترشيح؛ أعادت كتابة "الإلياذة" في قصيدة نثرية بعنوان "تذكار". كان العمل تلقى قراءات نقدية سجالية ولم ينبت فجأة مثل "الفطر" في قائمة ترشيح.

لكن أوزوولد التي قبلت جائزة إليوت سنة 2002 عن ديوانها "دارت"، طلبت سحب اسمها من القائمة هذه المرة، وقالت "على الشاعر أن يشكك في هذه الجائزة لا أن يباركها"، الفرق في 2011 أن "إليوت" أصبحت برعاية شركة استثمارية عالمية.

نادراً ما سمعنا عن كاتب عربي رفض جائزة أدبية، أياً كانت الجهة المانحة، رسمية أم خاصة، رغم أن لدينا الكثير مما قد يكون الرفض وسيلة للتشكيك فيه والاحتجاج عليه. هذا التهافت، من أجل الوصول لقائمة ترشيحات، هو أحد ملامح الأثر الذي تتركه الجائزة الأدبية عندنا، أضف إلى ذلك تعطيل دور التشكيك الملقى على كاهل المثقف، وإدخال قيم التنافس والاستهلاك وروح السوق إلى الأدب.

لولا ذلك، كيف أفسر لنفسي كقارئة أن تصل رواية متواضعة مثل رواية جنى الحسن أو رواية أحمد مراد لقائمة البوكر القصيرة العام الماضي بينما تخرج منها رواية هدى بركات!

إن كانت أوزوولد شككت في رغبة مؤسسة استثمار أن ترعى جائزة رفيعة، فإن مهمة التشكيك لا بد أن تنسحب لدى الكاتب نفسه على قيمة نتاجه الأدبي، إن كان هناك من صدق.

دلالات
المساهمون