صوت جديد: مع تسنيم طه

04 اغسطس 2024
تسنيم طه
+ الخط -
اظهر الملخص
- تسنيم طه تعبر عن ألمها تجاه مآسي غزة والسودان، وتؤكد على ضرورة الابتعاد عن التقليد في الكتابة لمواكبة التحديات التكنولوجية.
- بدأت مسيرتها الأدبية بفوز روايتها الأولى بجوائز، وتوالت نجاحاتها مع نشر أعمال أخرى، مشيرة إلى تأثير الحرب على البيئة الثقافية في السودان.
- تعتبر نفسها قارئة نهمة وتعمل على ترجمة رواية من الفرنسية إلى العربية، بالإضافة إلى تحرير مجموعتها القصصية الثالثة وروايتها الثالثة.

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أنتمي إلى كلّ الأجيال التي تجمعني بها الرؤية والهموم والأهداف والذائقة الأدبية"، تقول الكاتبة السودانية تسنيم طه.


■ ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- ليس هاجساً، وإنّما تساؤلات عديمة الأجوبة. مؤلمٌ جدّاً وفظيع ما نراه يحدث لأهلنا في غزّة، وفي بقاعٍ أُخرى من الأرض تئنّ وتتألّم وتجابه أهوالَ وفظائعَ الحرق والقتل والنهب والاغتصابات والتعذيب والتشريد والنزوح، أهمّها وطني ووطن أهلي: السودان.


■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟

- لو كان السؤال فيما يخصّ المحتوى الكتابي، فالتجديد هو مخالَفة التقليد والمتعارف عليه، أو إحداث تغييرات فيهما. وقد تكون هذه التجديدات في الهيكل أو القالب البنيوي للنصّ الأدبي، أو طريقة طرح الأفكار... ولو كان يخصّ طرُق الكتابة لدى الأجيال الشابّة التي عاصرت عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فإنّ هناك كثيراً من التجديدات التي طرأت على صنعة الكتابة، تجديدات يجد الكاتب نفسه أمامها بين مطرقة السبُل السريعة السهلة وبين سندان الحفاظ على بصمة الإبداع الخاصّة به.


■ هل تشعرين نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- لا أستطيع تصنيف نفسي أو رسم ملامح دقيقة لما أُقدّمه من كتابات، سواء في القصّة أو الرواية أو المقال. فقط أشعر بأنّني مسؤولة أمام نفسي بأن أبحث عن طرُق لتطوير أدواتي الكتابية، وأن أكتب ما يُؤرّقني وما يثير اهتمامي من مواضيع، وأن أصغي لصوتي الداخلي من دون السماح للعوامل الخارجية بأن تقمعه. أمّا انتمائي، فأنا أنتمي إلى كلّ الأجيال التي تجمعني بها وحدة الرؤية ومشاركة الهموم والأهداف والذائقة الأدبية؛ فالحقبة الزمنية لا تهمّ كثيراً.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- علاقتي جيّدة مع جميع الأجيال التي تعرفني وأعرفها، وتجمعني بها قواسم مشتركة.

أُصغي لصوتي الداخلي ولا أسمح للعوامل الخارجية بأن تقمعه


■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- بدأت تتطوّر وتزدهر وتنتعش لفترة قليلة بعد الثورة، قبل أن تنتكس بعد اندلاع الحرب العام الماضي، واستحالة الرجوع إلى السودان الذي لفظ أهلَه من المثقّفين وغير المثقّفين إلى المنافي.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- صدرت روايتي الأولى "صنعاء - القاهرة - الخرطوم" بعد فوزها في مسابقتين (جائزة كيميت للرواية العربية، ثمّ جائزة الدار المصرية السودانية الإماراتية)، وكان عمري وقتها 38 عاماً.


■ أين تنشرين؟

- ليس لديَّ ناشرٌ واحد. ولأنّ جميع أعمالي فازت بجوائز أدبية، فقد نُشرت حسب الجهة المنظّمة لكل جائزة. روايتي الأُولى نشرتها "الدار المصرية السودانية الإماراتية" ضمن مبادرة "غلمان الأدب"، وعملي الثاني، المجموعة القصصية "خلف الجسر"، نُشرت مع "دار حروف منثورة" بعد فوزها بالمركز الأوّل لـ"جائزة منف للآداب العربيّة" لعام 2020. أمّا مجموعة "مخاض عسير" القصصية، فقد نُشرت مع "دار مقام"، بعد فوزها بالمركز الأوّل في مسابقة "تراجم للكتابة الإبداعية" لعام 2021. عملي الأدبي الرابع، رواية "سهام أرتميس"، نُشر مع "دار مسعى"، بعد فوزه بالمركز الأوّل في "مسابقة فريد رمضان للرواية العربية" لعام 2022.


■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- أنا قارئة في المقام الأوّل، بل قارئة نهمة. أقرأ في مختلف المجالات، وأحبّ أكثر كتب الأدب والفلسفة والتاريخ والعلوم الإنسانية والتصوّف وحضارات الشعوب والأديان. في الغالب، أُخطّط لقراءاتي، وأُجري عملية بحث مسبقة عن أهمّ الكتب في المجال الذي أريد القراءة فيه. ولكن أحياناً تُرسل لي الصدف والأقدار أشياء أجمل ممّا أكون قد خطّطت له.


■ هل تقرئين بلُغة أُخرى إلى جانب العربية؟

- نعم، أقرأ كثيراً باللغة الفرنسية، وأحياناً قليلة بالإنكليزية وبالإسبانية، ونادراً جدّاً بالألمانية. 


■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكوني كاتبة مترجَمة؟

- الترجمة هي جسر بين الثقافات، ونافذة لآفاق جديدة. وبالتأكيد لديَّ رغبة في أن تُتَرجم أعمالي، وقد شرعتُ بالفعل في ترجمة بعض نصوصي بنفسي إلى اللغة الفرنسية.


■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك المقبل؟

- أنهيتُ كتابة مجموعتي القصصيّة الثالثة خلال شهر رمضان الماضي، وهي الآن في مرحلة الاختمار قبل العودة إليها؛ لتحريرها ثمّ نشرها قبل نهاية عام 2024، أو مع تباشير عام 2025. في الوقت الحالي، أعمل بالتوازي على إنهاء ترجمة رواية من الفرنسية إلى العربية، وعلى وضع اللمسات الأخيرة على روايتي الثالثة التي سأكشف عن اسمها قريباً بمجرّد توقيع العقد مع دار النشر.


بطاقة

كاتبةٌ سودانية من مواليد عام 1982 في مدينة شندي شمالي السودان، حاصلة على البكالوريوس في الآداب لغة فرنسية من "جامعة النيلين" بالخرطوم عام 2006، وماجستير في العلوم الإنسانية من "جامعة بليز باسكال/ كليرمون فيران" بفرنسا عام 2013. تعمل بإحدى البعثات الدبلوماسية في باريس، وتكتب باللغتين العربية والفرنسية، وتقيم في فرنسا منذ عام 2010. صدر لها في الرواية: "صنعاء - القاهرة - الخرطوم" (2020) و"سهام أرتميس" (2022)، وفي القصّة: و"خلف الجسر" (2020) و"مخاض عسير" (2021).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون