جاك لارتيغ.. مُخلَّدُ اللحظات الهاربة

08 اغسطس 2015
من أعمال لارتيغ (1927)
+ الخط -

تحتضن "الدار الأوروبية لفن التصوير"، في باريس، معرضاً استعادياً للفنان الفوتوغرافي الفرنسي جاك هنري لارتيغ (1894 – 1986) أحد روّاد فنّ التصوير في العالم.

يشتمل المعرض على عشرات الصور التي تُعرض لأوّل مرّة، إضافةً إلى المئات من الصور التي تعكس مختلف المراحل الفنية التي تخلّلت مسيرة لارتيغ في عالم التصوير، طيلة ثمانين عاماً.

حرصت المشرفتان على المعرض، مارتين لافارش ومارتين داستييه، على عرض صور مرحلة البدايات، الممتدّة من عام 1912 إلى عام 1927، عبر 87 عملاً يعكس ولع الفنان الشاب، الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 18 عاماً، بالاختراعات الحديثة في عالم التصوير الفوتوغرافي التي دشّنها الأخوان لوميير عام 1881 بأول صورة فوتوغرافية آنية وأيضاً أول عرض سينمائي.

تتميز صور فترة الشباب، أيضاً، بجنوح لارتيغ إلى تصوير لقطات حميمية، هو الذي كتب ذات مرّة: "منذ أن كنت طفلاً، كان لديَّ مرض من نوع خاص: كانت الأشياء التي تبهرني تفلتُ من غير أن تتمكّن ذاكرتي من الاحتفاظ بقبس منها".












في هذه الصور بالأبيض والأسود يظهر الجهد الكبير الذي بذله لارتيغ بأدوات "بدائية" لالتقاط الحركة، عبر قطع من الزجاج تسمّى "أوتوكروم"، اختفت لاحقاً بفضل تطور الآلة الفوتوغرافية وظهور تقنية التحميض.

يضمّ المعرض أيضاً المرحلة الثانية من مسيرة لارتيغ، والتي انطلقت عام 1949، وتميّزت بشغف الفنان بالصور الملونة، بعدما أتاح التطوّر التكنولوجي التصوير بالألوان بسهولة. معظم الصور المعروضة من هذه المرحلة أنجزها بآلة تصوير من نوع "روليفليكس"، بحجم مربع بقياس 24×36.

واصل لارتيغ في هذه المرحلة التقاط لحظات الحياة العفوية والهاربة، خاصة تلك المسكونة بالبهجة والحبور، كما يتبيّن من بعض الصور التي التقطها لزوجته الشابة فلوريت في أوضاع مختلفة.













يبقى أن لارتيغ، الذي كان صديقاً حميماً لبيكاسو، وعلى الرغم من ولعه المبكّر بالصورة الفوتوغرافية منذ نعومة أظفاره، فقد كان حلمه الكبير أن يصير رساماً تشكيلياً، لكن محاولاته في الرسم بقيت متواضعة، في حين أن صوره أدخلته إلى العالمية من الباب الواسع، ليصير واحداً من أبرز الفنانين الفوتوغرافيين في القرن العشرين.

المساهمون