لم تنل هذه المقطوعة الحماسية حظّها من الانتشار، وربما لم تبثّ بعد ذلك على أثير إذاعة "صوت العرب"، لأن الهزيمة في ذلك الوقت لم تبتلع المضيق وجزيرتيه؛ تيران وصنافير، فقط، إنما خضعت جزيرة سيناء بكاملها للاحتلال الإسرائيلي لسنوات مقبلة.
بعد خمسين عاماً، تُستعاد "يوم الخلاص" إثر صدور قرار البرلمان المصري بالموافقة على "اتفاقية تيران وصنافير" التي تنصّ على نقل تبعية الجزيرتين إلى السعودية، رغم صدور حكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا بـ"مصريتهما".
لم تكن هذه هي الأغنية الوحيدة التي يتداولها الناشطون المعارضون للاتفاقية على وسائط التواصل الاجتماعي، غالباً، حيث جرى إنتاج أعمال عديدة منذ أن طالبت السعودية بالجزيرتين في نيسان/ إبريل من العام الماضي، وتسابق عدد من المغنين إلى إعلان احتجاجهم عبر أداء أغنيات تغلب على كلماتها الغضب والبساطة والمباشرة في الطرح وحتى في الألحان.
غياب التظاهر في مصر بسبب بطش سلطة السيسي وملاحقته للمعارضين، ومنهم مئات اعتصموا في الأيام الأخيرة رفضاً للاتفاقية المذكورة، دفع إلى ابتكار طرق مختلفة للتعبير عن آرائهم المعارضة، وربما يحضر الغناء هنا بوصفه إحدى أسهل الطرق لإيصال مشاعر الناس بعد انسداد حرية التعبير في بلد يصل فيه عدد معتقلي الرأي قرابة خمسين ألفاً، بحسب المنظمات الحقوقية الدولية.
من بين هذه الأغاني، قدّم شريف حمدان أغنية كتبها الشاعر الشعبي جمال بخيت تقول كلماتها: "زي الأمل في الحرية.. زي الفراعنة ولعنتهم .. تيران وصنافير مصرية"، كما انتشرت أغنيات أخرى ساخرة من غير توقيع أصحابها مثل "بلحة باع تيران وصنافير، وموطي راسنا في كل مكان"، و"تيران وصنافير مصرية.. ما بنديهمش هدية.. ونطعن في القضية.. عشان رز السعودية.. وندعي الوطنية".
كما غنّى حسام محمد "قول لا"، وهي أغنية تتحدّث بشكل أوسع عن عنف السلطة وبطشها، ويرد في أحد مقاطعها: "لما تحاول تاخد حقك يجي يجيبوا الحق عليك/ يبقى بكل بساطة تقولها/ افتح قلبك قول ما تخفش/ قول لا".