يقول الأقزام

28 ديسمبر 2018
(الشاعرة)
+ الخط -

الأقزام
وعندما أتلفّت بكتفي العارية في هذه الغرفة أو الغرفة الأخرى؛ من هذا الجزء من الأرض أو ذلك الجزء من الأرض؛ يتنزل الأقزام فجأة بنهر على الأفق. (هذا هو كل ما أعرف عن حمولتهم) ثم تظهر امرأة في النهر؛ وتسحب ظلاً من وشاح أحمر على قميصها الأبيض وهي تفكر.

لقد رأيتها في مكان ما من قبل؛ على عتبة باب؛ عندما كانت تفتح مظلتها تحت شجرة بوذا. عندما كانت تنظر من نافذة أصابعها إلى الخارج. كانت لديها صَوّارة؛ وكانت تلتقط صورًا مربعية ومختومة من صمامات المدينة. يقول الأقزام إنها سرعان ما فطمت عن الحليب.

يقول الأقزام إنها شوهدت في مقهى لا ينبغي أن يكون. يقول الأقزام إن اللون الأزرق يليق بها. يقول الأقزام إن الشَعر القصير لا يليق بها. يقول الأقزام إن الكعب العالي أفضل لها. هي ذهبت؛ وذهب النهر. كعبَك يا ست. وشاحَك يا ست. يقول الأقزام إنَّها تنسى.


■ ■ ■


مقبرة الأشجار
لا تستطيع أية عاصفة تفريق أوراقها الغائبة. أقول هذا وأدخل مقبرة الأشجار (هناك جاذبية من خمس وعشرين دقيقة عن ولاية أيوا) أجتاز الأعمدة البُنّية والمداخل اللولبية. لا أحد يستوقفني ليسألني من أنتِ وعمن تبحثين؛ ومهما يكن المرض فإنه لم يترك حضنًا أو مهندس سدٍّ أو سيلاً أو شاهدة قبر أو باقة أزهار. فأتلمس ضياع الأسماء؛ أتلمس الهواء وألوان الغروب وقامات الموت الطويلة لإثبات أنها لم تعد منظرًا (كنت دائمًا غير قادرة على قول ما أشعر به تجاه أي منظر) ذراعي وبقية أقدامي تلتف حول الأشجار الصامتة في انتفاضاتها غير المجدية.

كانت الأشجار تحدق بي بأعينها الزرقاء والخضراء والبُنية. لذراعي شعور اللبلاب. هل كان لها دومًا شعور اللبلاب؟ هل تستغرب أمي الغاضبة مني والتي لم أكتب لها رسالة واحدة كلَّ شهر من أن ذراعي خلقت لبلابة.

تنتظرني صاحبة البيت في سيارتها على قارعة الطريق وهي تقول إن هذه الأشجار لا تليق حتى لتكون قطع الخشب؛ وأنا أعرف أنني بقيت هنا لفترة طويلة. ولكن هل طلبت مواساة من أحدهم؟


* شاعرة ومترجمة وأستاذة جامعية إيرانية ولدت في مدينة سيرجان عام 1936 ورحلت في طهران عام 2008. من مجموعاتها الشعرية: "طنين في دلتا" و"مبايعة اليقظة"، وهي صاحبة ترجمة مزدوجة اللغة، عربية إنكليزية، لمعاني القرآن الكريم، وقد شغلت منصب رئيس جامعة "بهشتي".

** ترجمة عن الفارسية حمزة كوتي

المساهمون