استمع إلى الملخص
- الشاعر إيهاب البشبيشي تحدث عن رؤيته الشعرية، مؤكداً على أهمية اللغة والتراث في الشعر، وانتقد لجان التحكيم الثابتة في الجوائز الشعرية.
- المنتدى سيُقام شهرياً ويشمل منتديات أخرى للقصّة والمسرح، مع إطلاق جائزة للشباب ومشاريع ثقافية جديدة مثل "جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة" وسلسلة "عارف" الإلكترونية.
"منتدى مكتبة الإسكندرية للشعر العربي" هو اسم الفعالية الجديدة التي افتتحت أمس الأربعاء ضمن "معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب"، الذي افتتحت فعاليات دورته التاسعة عشرة في الخامس عشر من تمّوز/ يوليو الجاري، ويستمرّ حتى الأحد المُقبل بتنظيم من المكتبة، وبالتعاون مع "الهيئة المصرية العامّة للكتاب" و"اتحاد الناشرين المصريّين والعرب".
استضاف العدد الأوّل من المنتدى الشاعر المصري إيهاب البشبيشي، وأداره الأكاديمي مدحت عيسى؛ حيث لخّص البشبيشي رؤيته الشعرية بالقول إنّ "اللغة هي روح الشعر ومادّته الخام، وهي ليست المعجم ولا البناء النحوي والصرفي، بل هي تاريخ متراكم من المواقف والدلالات، والشاعر يخوض في رحلة كشف مثلما يستكشف الصوفي طريقه".
بالنسبة إلى صاحب ديوان "لغةٌ تعرف ألافها" (2008)، فإنّ "القصيدة لا تكون ذاتية فحسب، بل يجب أن تكون جمعية وتُعبّر عن الأنا العامّة؛ إذ ثمّة علاقةٌ وطيدة بين القصيدة والقضايا الكبرى"، مُضيفاً: "يحتاج إلى تأمُّل التاريخ الشعري ومن ثمّ قراءة ذاته؛ فالتراث جزءٌ من نسيج الشاعر الثقافي وهو يحضر من دون استدعائه في الشعر الذي يُقدّمه".
تحدّث البشبيشي أيضاً عن الجوائز الشعرية، قائلاً إنّها صنعت حراكاً شعرياً حقيقياً ومنحت الشعراء تقديراً وطموحاً، لكنّه أضاف أنّ العلّة تكمن في وجود لجان تحكيم ثابتة تصنع من ذائقتها حُكماً ثابتاً، وهكذا فإنّ "من يريد الفوز بالجائزة، ليس عليه سوى قراءة أشعار الفائزين سابقاً ومحاكاتها". أمّا الحركة النقدية التي تُعنى بالشعر، فقال إنّها "نظريةٌ وتُركّز على الدراسات الأكاديمية أكثر من النقد التطبيقي"، مُعبّراً، في هذا السياق، عن أسفه لـ"اختفاء الكتب والمطبوعات النقدية القيّمة" في مصر.
من جهته، عبّر الشاعر المصري حسن طلب، خلال افتتاح المنتدى، عن أمنيته أن يكون المنتدى "بدايةً للاهتمام بالشعر بعد سنوات من إهماله"، مشيراً إلى أهمّية الوثوق في التراث الشعري ودراسته والإضافة عليه، وضرورة وجود نقّاد حقيقيين للشعر بعدما انصرف الكثيرون إلى المهرجانات الشعرية التي قال إنّها "تصنع ضجيجاً إعلامياً وليس وعياً حقيقياً بالشعر".
يُذكَر أنّ "منتدى مكتبة الإسكندرية للشعر العربي" سيُقام بشكل شهري، وفق مدحت عيسى الذي أشار إلى أنّه سيستضيف شعراء بارزين، إلى جانب شعراء شباب ونقّاد يُقدّمون دراسات نقدية حول الشعر. وحسب مدير "مكتبة الإسكندرية"، أحمد زايد، فإنّ المنتدى سيُتبع بمنتديات أُخرى للقصّة والمسرح وغيرهما، وسيُشكّل "منصّةً لالتقاء المبدعين بكلّ أطيافهم تحت سقف لغة الشعر الجامعة، ونشر الإبداع الشعري، والتعريف بالشعراء العرب، وتقديم دراسات نقدية لأعمالهم، إضافة إلى تنمية الذائقة الجمالية لدى المتلقّين"، مضيفاً أنّ "المنتدى لن يقتصر على الشعراء المصريّين، بل سيتّسع ليشمل الإبداع الشعري العربي، بكلّ مستوياته وأشكاله".
وأعلن زائد، خلال افتتاح المنتدى، عن إطلاق جائزة للشباب، تُضاف إلى مجموعة من المشاريع الثقافية الجديدة التي يجري إطلاقها خلال الدورة الحالية من "معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب"، ومنها "جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة" وسلسلة "عارف" الإلكترونية التي تُعنى بالتعريف بأبرز الأماكن والأحداث التاريخية المصرية، كما دعا زايد إلى إطلاق مجلّة نقدية ضمن أعداد المنتدى المقبلة، ومؤتمراً حول الحركة النقدية.