انطلق "مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح" في مدينة المنستير التونسية عند السابعة من مساء أمس في دورة تقترب من ربع قرن على انطلاقته، حيث يهتم بشكل خاص بتجارب المسرح المغاربي الجديدة.
سبقت انطلاقة المهرجان الذي يحمل اسم أحد رواد المسرح التونسي خليفة السطنبولي (1919-1948)، تأسيس"أيام قرطاج المسرحية"، وظل يتصدر الخبر المسرحي في تونس لعدة سنوات، قبل أن يأتي "قرطاج" ويسرق منه الأضواء وتركيز الإعلام عليه أكثر من غيره من التظاهرات الشقيقة.
يشارك في الدورة الرابعة والعشرين المتواصلة حتى 21 من الشهر الجاري، فرق من تونس والمغرب والجزائر ومصر، لكنها تفرد مساحة أكبر للعروض المحلية واللقاء والحوار بين المسرحيين المشاركين والمحترفات اليومية.
كان الافتتاح مع عرض "ممنوع التصوير" الذي تؤديه فرقة "ميم جيم" للمخرج التونسي بسام حمامة، وهو كاتب النص أيضاً وأحد الممثلين فيه، تدور أحداث المسرحية في قبو مظلم وبين عدة شخصيات من بينها؛ مصور فوتوغرافي مشهور قرر الانعزال عن المجتمع، وشاب طامح لتعلم التصوير والخروج إلى العالم الخارجي، وزبون يأتي إلى القبو للبحث عن صورة التقطت منذ أكثر من 28 سنة فيكون بحثه سبباً في الصراع بين الشخصيات التي يؤديها كل من محمد فوزي اللبّان، ومعز بن شعبان، وشكري سلامة والمخرج.
تحضر العروض التونسية الأخرى من مدن مختلفة من بينها العاصمة وصفاقس ودوز والقصرين ومدنين، ومن عناوين المسرحيات؛ "البيادق" من إخراج محمد المختار الوزير، و"رايونو سيتي" للمخرج علي اليحياوي، ومسرحية "صابرة" للمخرج مكرم السنهوري، و"عمر وجوليات" من إخراج طاهر عيسى بالعربي.
بالنسبة إلى نصوص العروض فبعضها مقتبس عن أعمال عالمية نجد من بينها "يرما" لفرقة "مسرح الصورة" من إخراج الطيب السهيلي، وهو عرض مقتبس عن نص لوركا الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، كذلك هناك عرض "حورية البحر" المأخوذة عن "السيدة التي تأتي من البحر" للكاتب النرويجي هنريك إبسن وهو من إخراج أمير عيوني.
أما المشاركة العربية فتتمثل في مسرحية "الخروج عن النص" لفرقة أكاديمية الفنون والثقافة من مصر و"بنات البرّاح" لـ "فرقة الكواكب" من الجزائر، و"جاوجاب" لفرقة "المسرح الوطني المغربي".
يفرد برنامج التظاهرة مساحة لعرض مسرح الطفل، حيث تقدّم "القبرة والفيل"، و"بنت من ورق"، و"حكاية لكل الأطفال"، و"حيل السيد ماكر" وغيرها.
إلى جانب سلسلة العروض، ينظم "السطنبولي" حفلاً موسيقياً للأوركسترا التونسية الفرنسية، كما تقام ورش متخصصة للتدريب على "تقنيات الخشبة" يقدمها المسرحي المصري إبراهيم رمضان حسن، و"الكوريغرافيا وتعددية الإيقاع" يقدمها حافظ زليط، وندوة بعنوان "الفعل المسرحي" يتحدث فيها عدد من المسرحيين المشاركين بعروضهم.