نيسم جلال وشانبيهزاده: بحثاً عن اللامرئي

22 ديسمبر 2017
(سعيد شانبيهزاده)
+ الخط -

تقدم الموسيقية السورية الفرنسية نيسم جلال مع فرقة "سعيد شانبيهزاده" الإيرانية، حفلاً موسيقياً تؤدي خلاله مقطوعتها الأحدث "بحثاً عن اللامرئي"، عند التاسعة من مساء 11 كانون الثاني/ يناير المقبل في ستوديو "ليرميتاج" في باريس، كما تؤدي الفرقة سلسلة من أغنياتها ومقطوعاتها الموسيقية القادمة من جنوب إيران.

في هذه المقطوعة الجديدة يلتئم عزف الفلوت والناي لجلال مع بيانو العازف البرازيلي ليوناردو مونتانا والكونترباس الفرنسي كلود تشاميتشيان، في رحلة بحث واستشكاف للّامرئي متجسداً في الصوت والصمت.

تجمع "بحثاً عن اللامرئي" ما بين الموسيقى الصوفية ببطئها وناياتها وغموضها، مع روح الجاز، تاركة مساحة للصمت في منتصف المقطوعة تفاجئ بها المستمع وتتيح له فهم التكرار الذي تقوم عليه المعزوفة مثلما هي معظم أعمال جلال، فقد سبق وسمعنا هذه التكرارية العميقة في "إيقاعات مقاومة" وفي ألبومها "الموت ولا المذلة".

في هذا الألبوم الأخير، والذي أطلقته الفنانة بعد الثورة في سورية، أخذت جلال أبرز هتافات الثورة السورية، لتكون جوهر المقطوعات التي حملت عناوين: "حلب"، و"أبطال كفرنبل"، و"الموت ولا المذلة".

الميل إلى مزج الأنواع الموسيقية المختلفة ليس بجديد على تجربة جلال، فقد فعلت ذلك قبلاً بمزج الموسيقى الأندلسية مع الإيقاع الأفريقي والموسيقى المشرقية القادمة من حلب والقاهرة.نيسم جلال

أما فرقة شانبيهزاده التي تأسست عام 1991، فتقوم بالعزف على آلات موسيقية أصبحت مهمشة الآن في الموسيقى الإيرانية، مثل "جربا" أو القربة كما نعرفها في الثقافة العربية، إلى جانب آلة نفخية تشبه قرون العاج، وتؤدي القصائد القديمة مازجة المشرق بالمغرب. سنجد إيقاعات إيرانية ومغاربية وأفريقية في آن، ليس هذا فقط بل أدخلت إيقاعات هندية وعربية مشرقية.

الفرقة، الممنوعة من الغناء في طهران لأن بين أعضائها نساء، تعد واحدة من أبرز الفرق الموسيقية التي ظهرت من جنوب إيران، وقد قدمت الموسيقى المعروفة في منطقة بوشهر، حيث كلمات الأغنيات تجسد الحياة في جنوب البلاد، لذلك سنجد فيها شيئاً من روح "الزار" أو الموسيقى العلاجية الشائعة في هذه المنطقة، إلى جانب أغاني الحب المعروفة باسم "شارفيه"، وشكل من الإنشاد الديني المسمى بـ"دمام".

هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها "شانبيهزاده" مع موسيقيين من فرق واتجاهات أخرى، فقد سبق وعزفت وغنت مع فناني جاز وموسيقى كلاسيكية هندية، مثل مانو كودجي، والثلاثي دونارييه، وستيف سميث، وآريانا فافاداري.

الأمر نفسه ينطبق على جلال التي سبق وأن تعاونت مع مغني الراب اللبناني ريّس بيك، وعازف العود المصري حازم شاهين، إضافة إلى تعاونها مع موسيقيين أفارقة في باريس، منهم: الشيخ تيدان سيك، وشريف سومانو، وماماني كيتا من مالي، وبريس واسي وهيلاري بيندا من الكاميرون، وفاتموتا ديوارا من ساحل العاج.

المساهمون