السينما العربية تحت وابل النيران الصديقة

19 مارس 2016
(لقطة من فيلم "ثورة الزنج")
+ الخط -

سبعة أفلام عن الحروب الأهلية تُثار حولها الأسئلة ضمن تظاهرة "السينما العربية تدخل الحرب الأهلية"، التي تنطلق في القاهرة في 22 من الشهر الجاري، وتتواصل لأربعة أيام، بحضور سينمائيين ونقّاد من العالم العربي، إضافة إلى فرنسا.

انبثقت فكرة التظاهرة، التي تشهد دورتها الأولى، من محاولة استكشاف الكيفية التي تجاوبت وتفاعلت بها السينما العربية تاريخياً مع الأحداث الدامية التي وقعت في بلاد مختلفة؛ مثل: العراق والجزائر والسودان.

الملفت أن التظاهرة لم تلتف إلى الأفلام التي أُنتجت عن واحد من أعنف الصراعات التي عرفتها المنطقة، وهي الحرب الدائرة في سورية، وبدرجة أقل الحرب الأهلية اللبنانية التي اقتصر حضورها على ثلاثة أفلام قصيرة لمارون بغدادي (رغم أنه قدّم فيلمين طويلين وأساسين عن الحرب الأهلية)، وغابت أفلام أساسية تعرفها السينما اللبنانية؛ مثل أفلام زياد دويري على سبيل المثال.

وفي ضوء هذه القراءات المختلفة لأفلام مفصلية، يختبر الحضور إمكانية العمل السينمائي، روائياً كان أم وثائقياً، طويلاً أم قصيراً، مع الواقع الحالي المتميّز بالعنف. وفي ظل ظروف من القمع الفكري والبصري من قبل الأنظمة. كيف يمكن أن تعمل الكاميرا في مثل هذه الظروف، كيف تكون موضوعية، أية زاوية تأخذ، وأية أسئلة تطرح.

ستقدّم التظاهرة، التي تنظّمها "أفلام سين" و"زوايا" و"المركز الثقافي الفرنسي" في القاهرة وتتوزع العروض بين فضاءاتها، سبعة أفلام تبدأ مع الفيلم الجزائري "ثورة الزنج" لطارق تقية، وهو أحد الأفلام الروائية التي تعالج الطائفية والصراع الديني، من خلال رحلة صحافي يستكشف أحداث عدّة بلدان منها لبنان وفلسطين والجزائر. بعد العرض، يقدّم الناقد الطاهر الشيخاوي قراءة في العمل.

وبحضور المخرج السوداني حجوج كوكا، يُعرض فيلمه "على إيقاع الأنتوتوف"، والذي يتطرّق إلى مأساة عاشها أهالي ولايتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق خلال الحرب الأهلية التي دارت هناك.

وفي أمسية خاصة بعنوان "كيف نصوّر حرباً أهلية"، يقدم المدوّن محمد فتحي كلفت عرضاً لمقاطع من أفلام وثائقية وروائية عربية وغير عربية تمثّل نماذج متنوّعة لتناول الحروب الأهلية والثورات في الماضي والحاضر.

وبحضور المخرج العراقي عباس فاضل، يعرض "العراق سنة صفر" فيلمه الوثائقي الطويل الذي يصل إلى خمس ساعات على جزأين، يتناول فيها الحياة اليومية في العراق قبل وبعد الإحتلال الأميركي سنة 2003.

كما يحضر المخرج الفرنسي فلوران مارسي في عرض فيلمه "طرابلس الغد"، الذي يوثّق لصراع مجموعة من الثوّار الليبين مع الحصار الذي عاشوه والقتال مع أنصار القذافي، في جبل نفوسة شمال غرب ليبيا سنة 2011.



اقرأ أيضاً: "ماء الفضة": سينما القاتل.. سينما القتيل

المساهمون