"أضواء متقاطعة"... فوتوغرافيا عن التراث الجزائري

31 يوليو 2024
مصطفى خيال (من المعرض)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- معرض "أضواء متقاطعة" في رواق "هالة" بالجزائر العاصمة يعرض ستين عملاً فوتوغرافياً لتسعة مصورين جزائريين محترفين، ويستمر حتى الثامن من أغسطس.
- الأعمال تتنوع بين العمارة الإسلامية، التقاليد التراثية، وتوثيق الفروسية، مع استخدام تقنيات مختلفة في التصوير تجمع بين الأبيض والأسود والألوان.
- المصورون مثل مصطفى خيال ورشيد عيادي يقدمون صوراً تبدو كلوحات زيتية، بينما يركز آخرون على التراث المعماري وتقاليد الجنوب الجزائري.

يُخصّص رواق "هالة"، في العاصمة الجزائرية، معرضه الفني الثالث "أضواء متقاطعة"؛ الذي افتتح في العشرين من تموز/يوليو الجاري ويستمر حتى الثامن من آب/أغسطس المقبل، لفن التصوير الفوتوغرافي وتوثيقه لمناسبات ومشاهد متنوعة من الثقافة الجزائريّة.

يقدّم المعرض نحو ستين عملاً فوتوغرافياً لتسعة مصورين جزائريّين محترفين بموضوعاتٍ متنوعة وأحجام متوسطة وكبيرة تجمع بين الأبيض والأسود والألوان. تتنوع الأعمال بين العمارة الإسلامية وأشكال العمارة إبان الاستعمار، والتقاليد التراثيّة. 

المعرض الذي اختار عنوانه المصوّر عبد الوهاب دردر، جمع بين تقنياتٍ مختلفةٍ للتصوير الفوتوغرافي، تتقاطع من حيث الضوء والظلّ والزوايا التي يشتغلُ عليها كلّ مصوّرٍ على حدة. تبرز هذه التقنيات من خلال موضوعات التصوير، كما هو الحال مع المصوّر مناري أكرم، الذي تختصُّ مشاركته بتوثيق الفروسية التي تشهدها مناطق عدّة من الجزائر، حيث يقول لـ "العربي الجديد" إنَّه يبحث في التقاطاته عن الرساليّة في التصوير والجانب الفلسفيّ للضوء الساقط، إذ إنَّ صورته تتخلّى عن الألوان في مشهدٍ دراميّ، لتفتح فضاءً آخر حول زمنية اللقطة وأجوائها والحدث الذي توثّقه.

ستون عملاً فوتوغرافياً لتسعة مصوّرين جزائريّين محترفين

تبرز في المعرض أيضاً صورٌ كأنها لوحاتٌ زيتيّة لا تخلو من تأثيرٍ الفرشاة وحدود الخربشات اللونيّة؛ وهو ما يجعل المشاهد أمام سؤال، هل هذه صورةٌ أم لوحة؟ تحديداً على هذا السؤال يقول المصوّر مصطفى خيال لـ"العربي الجديد": "حكايتي مع فنّ التصوير تعود إلى عام 1982، حيث كنتُ أمارس التصوير في دور الثقافة في مدينتي البليدة. خبرتي في التصوير أكسبتني طرقاً وأساليبَ فنيّة مختلفة، صوري هذه أستخدم فيها أسلوباً خاصاً في التعديل، بحيث تقتربُ من الرسومات الزيتيّة، وهو ما يجعلها في منطقةٍ وسطٍ بين التصوير الخالص والرسم بالفرشاة، وهذا الأسلوب قائمٌ على المزج اللونيّ ليعطي الانطباع المختلف للمشاهد، مثل قصر كوردان وقرية مناع".

من المعرض
من المعرض

ثمة في المعرض أيضاً أعمالٌ تناولت تقاليد الجنوب الجزائري عبر سلسلة من الصور الفوتوغرافية بتقنية التصوير المجرّد، كما هي أعمال رشيد عيادي، في حين أنَّ مشروع خليل بن عمارة يُعنى بالتراث المعماري وترميمه من خلال لقطاتٍ لزوايا ومدارس قرآنية ومبانٍ أثرية، بينما توزّع لقطات سمير جمعة بين مواقع مختلفة لأحياء العاصمة، إلى جانب تركيزه على موضوعة "الفخار الجزائري". أما محمد الأمين الطيبي، اختار تسليط الضوء على مدينة وهران التي ينحدر منها، إذ يعالج التفاصيل المعمارية بناءً على التجريد ومفهوم الحجم.

ويسلَّط عبد الوهاب دردر عدسته على الجانب المعماري لـ"جامعة الجزائر"، إلى جانب أعمال تعلَّقت بالمرأة، بينما يركز بلقاسم مصباحي، من خلال أعماله العشرة، بما فيها تلك الستة التي جاءت بالأبيض والأسود، على أطفال مخيمات اللاجئين الصحراويين ببوجدور. إضافة إلى سلسلة صور سيد أحمد مناصرية، منظّم المعرض، والتي خصصها لنساء شمال وجنوب الجزائر.

المساهمون