تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "كل عرضٍ مسرحي يكون في حاجة إلى جهد إضافي حتّى يتجاوز سابقيه" يقول المسرحي التونسي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني "المهرجان الوطني للمسرح التونسي" في دورته الأولى، وقد انطلق في مدينة الكاف في العشرين من الشهر الماضي ويتواصل في مدن تونسية أخرى حتى 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، خصوصاً أنه قد تمّ تكليفي بإعداد حفل الاختتام الذي سيُقام في قاعة الأوبرا بـ"مدينة الثقافة" في تونس العاصمة.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل لي كان مسرحية "القبلة" التي أخرجتها وأعددت السينوغرافيا فيها، عن نصوص قصيرة لـ أنطون تشيخوف. وقد حصلَت مؤخراً على الجائزة الكبرى في "مهرجان أماني للمسرح" بمدينة ورزازات المغربية، إلى جانب جوائز فردية تحصّل عليها الممثلون ميساء ساسي وسارة الحلاوي ويحيى الفايدي. أما مشروعي القادم، فهو مسرحية بعنوان "تاريخهنّ"، وهي مسرحية غنائية من أشعار الشاذلي القرواشي وألحان منير الغضاب. عمل يحتفي بالمرأة التونسية عبر التاريخ ويُعرض لأول مرة في الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2019.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- قطعاً لا، لأن الأثر الفني وخاصة المسرحي متحرّك ومتطوّر، ويحتاج دائماً إلى جهد إضافيّ لتقديمه في كل مرة كي يكون العرض أفضل من سابقيه. كما أن شغلي اليومي كموظف يأخذ كل وقتي ويُرهقني فلا أتفرغ للفن إلا في نهايات الأسابيع.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- لا أظنني سأغير حياتي. أحب المسرح وقد اخترت أن أدرسه منذ مطلع الثمانينيات وامتهنته كمدرّس وممثل في مسرح القطاع العام، وكمساهم في تأسيس "مركز الفنون الدرامية" بالكاف، حيث أدرت الإنتاج والترويج، أو في القطاع الخاص كباعث لشركة إنتاج نشيطة أنتجت عدة مسرحيات وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية داخل البلاد وخارجها، إلى أن تم تكليفي بخطة مدير لإدارة الفنون الركحية. أبحث في إمكانية إعادة هيكلة القطاع وأدفع مع عدد من المتحمسين إلى تأهيل وتحيين القوانين المنظمة للمهنة.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- عديدة هي التغييرات التي أنتظرها؛ أن تتحرّر فلسطين، وأن تعم الديمقراطية والعدل والرفاه في كامل البلاد العربية، أن تستقر سورية وليبيا وأن تتوقف الحرب في اليمن، وأن يُقضى على الإرهاب. وعلى مستوى آخر، أن يُبتكر دواء للمرض الخبيث، ولِم لا أن يُقضى على الفقر نهائياً.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أستاذ الفلسفة، درّسنا سنة 1982، في "معهد خزندار" في باردو بالقرب من تونس العاصمة. اكتشفت من خلاله أن التفكير عمل آنيٌّ وغير زائل وأن العمل حرية وأن الرأي يحتاج إلى تبنٍّ وتعبير ومسؤولية. كنت سأختار دراسة الفلسفة في الجامعة لإعجابي بهذا الأستاذ.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- في الحقيقة، أعيد قراءة العديد من الكتب التي كنت قرأتها. أكثر من أعود إليهم: شكسبير وتشيخوف.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- رواية "الساعة الخامسة والعشرون" للكاتب الروماني جورجيو قسطنطين.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- هذه الأيام أستمع إلى الفنان البلجيكي جاك بريل. ما أهتم به عند مشاهدتي لفيديوهات بريل أو شارل أزنفور أو إيديت بياف هي تلك الروح التي تميز كلّاً منهم؛ حيث إنهم مؤدون بدرجة الامتياز. بريل يعاني أثناء غنائه؛ يتعرّق وتتصلب شرايين رقبته وجبينه، ينغمس في الأداء، يعيش الشخصية، هو لا يغني بل يلقي الكلمات كما يحسّها معبّرة ولا يهتم بالمحسنات. فيض من الطاقة المتفجرة الملقاة على الخشبة.
بطاقة
مخرج وممثل مسرحي تونسي من مواليد 1962. من المسرحيات التي أخرجها: "حديقة الشيء المعتاد" (2001) عن نص سمير العيادي، و"أنا والكنترباص" (2003) عن نص باتريك سوزكيند، و"الرهيب ابن الأغلب" (2013) عن نص عبد القادر اللطيفي، و"العسّاس" (2014) عن نص هارولد بنتر، و"اللهليبة " (2016) عن نص أميلي نوثومب.