تفاحات حديقة تولستوي

19 سبتمبر 2016
(الشاعرة)
+ الخط -
أنا،
التي سرتُ بسيّارة بجانب أمواج نهر نيريتفا،
التي جئتُ بالدرّاجة الهوائية على آخر شوارع كوبنهاغن المبتلّة.
أنا التي قِستُ بذراعي ممرّات سراييفو الضيّقة،
التي عبرت وأنا أسوق سيّارة حدود سلوفينيا،
وحلّقتُ على متن طائرة فوق نهر بيتانزوس.
أنا التي خرجتُ على متن عبّارة كانت تقترب من سواحل أيرلندا،
ومن جزيرة أوميتيب ببحيرة كوثيبولكا في نيكاراغوا
أنا التي لن أنسى ذلك المتجر في بودابست،
ولا حقول القطن في إقليم تيساليا،
ولا تلك الليلة في فندق في مدينة نيس بعمر 17.
ذاكرتي ستبلّلُ الأقدام في شاطئ يورمالا في لاتفيا
وفي الشارع السادس ستحسُّ كأنها في بيتها.
أنا،
التي كدتُ أموت ذات مرّة وأنا أسافر بسيّارة أجرة في ليما،
التي عبرتُ اصفرار حقول باكروجيس البرّاقة
وعبرتُ الشارع ذاته الذي مرّت منه مارغريت ميتشل في أتلانتا.
أقدامي وطئت رمال جزيرة إيلافونيسي الوردية،
وعبرتْ ركناً في بروكلين، وجسر تشارلز وشارع لابايي في بوينوس آيرس.
أنا التي اجتزتُ الصحراء لأذهب إلى مدينة الصويرة،
التي انزلقتُ على حبل من أعلى قمم جبل مومباشو،
التي لن أنسى الليلة التي نمتُ فيها وسط الشارع في أمستردام،
ولا دير أستروغ، ولا حجارة ميتيورا.
أنا التي نطقتُ اسماً وسط ساحة في مدينة غنت،
التي شققتُ البوسفور مرتدية وعوداً،
والتي لم أعد الشخص نفسه بعد ذلك المساء في أوشفيتز.
أنا،
التي سقتُ السيّارة شرقاً إلى غاية مكان قريب من بودغوريتسا،
التي طفتُ بدرّاجة ثلجية نهر فاتنايوكوتل الجليدي
أنا التي لم أشعر قط بالوحدة مثلما شعرت في شارع سان دوني،
التي لن أتذوّق مطلقاً عنباً مثل عنب مدينة كورينثوس اليونانية.
أنا،
التي قطفت ذات يوم تفّاحات من حديقة تولستوي،
أريد العودة إلى البيت:
المخبأ
الذي أفضّل
في لاكورونيا

تحديداً بداخلك.


* Yolanda Castaño شاعرة وناقدة أدبية إسبانية من موالدي 1977 تكتب باللغة الإسبانية والجليقية (لغة إقليم جليقيا شمال غرب إسبانيا وهي مزيج من الإسبانية والبرتغالية). من بين دواوينها المنشورة "لذة" (1998) وكتاب الفتاة الأنانية (2006).

** ترجمة عن الإسبانية إبراهيم اليعيشي




المساهمون